النحو الفاضح - تركي عامر
قَالَ الرَّاوِي حَلَفَ الْحَاوِي
                                                                    فِي دَفْتَرِنَا الْفِعْلُ الْمَاضِي حَكَمَ الْقَاضِي حَيٌّ يُرْزَقْ
                                                                    وَالرِّزْقُ بَنُونْ
                                                                    وَدَمُ الْمَوؤُودَةِ أَبْيَضَ يَصْرُخُ لَمْ أَفْعَلْ مَا يُنْكَرُ يُذْكَرُ لَمْ أَعْشَقْ
                                                                    لَمْ أُسْأَلْ يَا جَبَّانَةُ يَوْمًا عَنْ صَبٍّ مَجْنُونْ
                                                                    قَالَ الرَّاوِي فِي دَفْتَرِنَا الْفِعْلُ الْمَاضِي حَيٌّ يُرْزَقْ
                                                                    وَالرِّزْقُ بَنُونْ
                                                                    وَالزِّينَةُ بَعْدُ طَبِيخُ طَنِينٍ
                                                                    مَبْحُوحًا يُسْتَمْرَأُ بَاتَ دُهُورًا فِي مَقْلًى صَدِئٍ يَعْرَقْ
                                                                    مَخْبُوءٍ مُنْذُ وُفُودِ الْهُدْهُدِ تَحْتَ حَصِيرَةِ أَحْلاَمٍ
                                                                    مَا زَالَتْ تَنْتَظِرُ التَّدْوِينْ
                                                                    وَالزِّينَةُ بَعْدُ نَفِيخُ رَنِينٍ
                                                                    مَجْرُوحًا يُسْتَهْنَأُ مُنْذُ أَبِي لَهَبٍ حَطَبًا يُحْرَقْ
                                                                    فِي ذَاكِرَةِ الطَّابُونِ الْمُرَّةِ مَاءً كَوْثَرَ لَيْسَ ثَقِيلاً
                                                                    مُشْتَعِلاً مَا بَيْنَ هَوَاءِ الْجِيمِ وَبَيْنَ تُرَابِ السِّينْ
                                                                    فِعْلٌ مَاضٍ
                                                                    فِي الْغِيِّ بِرَغْمِ الْعِيِّ بِلاَ سَيْفٍ مَاضٍ
                                                                    مُعْتَلَّ الأَوَّلِ وَالآخِرْ
                                                                    وَالْعَيْنُ مُعَلَّقَةُ الأَهْدَابِ بِخَيْطِ مُعَاوِيَةَ الْمَشْدُودِ عَلَى عُنُقِي
                                                                    مَا بَيْنَ مُعَادَلَةِ الدُّنْيَا وَمُجَادَلَةِ الدِّينْ
                                                                    مَبْنِيٌّ مُنْذُ الْفَتْحِ عَلَى فَتْحٍ
                                                                    مِنْ غَيْبٍ لاَ مَنْدُوحَةَ ظَاهِرْ
                                                                    فِي آخِرَةٍ لِلدُّنْيَا فَاخِرَةٍ
                                                                    لاَ يُعْرَفُ كَيْفَ مَتَى أَوْ أَيْنَ يَحِينُ الْحِينْ
                                                                    وَالْفَاعِلُ يَا أًسْتَاذُ ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ
                                                                    بِبُكَائِيَّاتٍ
                                                                    تَحْتَرِفُ اسْتِنْهَاضَ عَبِيرِ سُطُورِ التَّارِيخِ اسْتِحْضَارَ صَهِيلِ خُيُولِ صَلاَحِ الدِّينْ
                                                                    بِفَضَائِيَّاتٍ
                                                                    تَحْتَرِفُ اسْتِهْتَارَ الرُّوحِ اسْتِئْثَارَ الْجُوعِ الْمُتَغَلْغِلِ فِي وَجَعِ الطِّينْ
                                                                    وَالْفِعْلُ الْحَاضِرُ أُسْتَاذِي مَلِكٌ لاَ يَعَفُو مُنْهَمِكٌ لاَ يَغْفُو
                                                                    مُنْغَمِسٌ فِي نَوْمٍ فِي عَسَلٍ يَغْرَقْ
                                                                    مَرْفُوعٌ كَالتَّابُوتِ عَلَى كَتِفِ التَّطْمِينْ
                                                                    وَعَلاَمَةُ رَفْعِ الْفِعْلِ الذِّمَّةُ ظَاهِرَةً وَمُقَدَّرَةً لاَ تُحْرَقُ لاَ تَغْرَقْ
                                                                    وَالْفَاعِلُ يَا أُسْتَاذُ ضَمِيرٌ مُنْفَصِلٌ
                                                                    عَنْ كُلِّ قَرَارَاتِ الْقِمَمِ الْمَسْفُوحَةِ عَوْرَةَ حِبْرٍ
                                                                    مَفْضُوحٍ يَرْتَاحُ عَلَى أَوْرَاقِ التِّينْ
                                                                    عَنْ كُلِّ مَرَارَاتِ الْحُلُمِ الْمَوْعُودِ بِكِسْرَةِ فَجْرٍ
                                                                    يُقْرِي اللَّيْلَ بِهَا كَيْ يَخْجَلَ مِنْ دَمْعِ الشَّمْعِ الْمِسْكِينْ
                                                                    وَالْفِعْلُ الأَمْرُ يُلاَزِمُنَا وَيُلاَطِمُنَا لَيْلاً وَنَهَارًا كَالطَّيْفِ الأَخْرَقْ
                                                                    مَبْنِيٌّ مُنْذُ الْبَدْءِ عَلَى ذَهَبِ الصَّمْتِ الْمَغْشُوشِ بِفَتْوَى الفِضَّةِ
                                                                    خـَوْفًا مِنْ غَمْزَةِ شُطَّارٍ أَوْ لَمْزَةِ عَيَّارِينْ
                                                                    وَالْفَاعِلُ يَا أُسْتَاذُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ
                                                                    خَلْفَ الْمِلْحِ الْمُسْتَوْطِنِ سِرَّ خَمِيرَةِ خُبْزِ الفَلاَّحِينْ