نخلة وغيمة - تركي عامر
نحلةً كانـَتْ هناك ،
                                                                    تديرُ نارَ الأمور
                                                                    لا إلـى قرصـِها .
                                                                    تحبُّ الأزهار
                                                                    وتحنو على البراعم ،
                                                                    من جميعِ جهاتِ الرّيح .
                                                                    وذاتَ غيمةٍ
                                                                    موغلةٍ فـي الغرور ،
                                                                    تساقطَ وحلٌ وفير
                                                                    على شبابيكِ الرّوح .
                                                                    وضعـَتْ النـّحلة
                                                                    يدَيـْنِ من ليلٍ
                                                                    على عينـَيـْها ،
                                                                    وهاجرَتْ
                                                                    إلـى غيرِ رجعة .
                                                                    خلـَتْ
                                                                    للغيمةِ الدّار :
                                                                    أخذتْ
                                                                    تؤثـِّثُ البيتَ على ذوقـِها ،
                                                                    وإلـى قرصـِها دارَتْ
                                                                    تديرُ نارَ الأمور .
                                                                    لا أحبُّ الشـّمسيـّات ،
                                                                    أشعلـْتُ نارًا
                                                                    فـي حطبِ الرّوح ،
                                                                    على طريقة
                                                                    عليَّ وعلى أعدائي .
                                                                    فانتقلـَتِ الغيمة
                                                                    إلـى سماءَ غيرِ زرقاءَ
                                                                    من صنعـِها ،
                                                                    حيثُ شمسٌ شاحبة
                                                                    لا تشرقُ إلاّ عليها .
                                                                    وبقيتُ هناك
                                                                    أبكي على الأطلال ،
                                                                    أحترمُ النـّحلة
                                                                    وأفهمُها ،
                                                                    والغيمةُ لا أغبطُها
                                                                    على الغباء .