قلم من مكتبة الكونغرس - تركي عامر

نفضـْتُ اللـِّحاف
شكرًا لدواءِ القلبِ والسـّماء
ما زلـْتُ أتنفـّس
سيجارةٌ أولـى
غلاّيةُ قهوةٍ
تنتظرُ من يفضُّ بكارتـَها
فوقَ منضدةٍ منخفضة
"على مستوى القـَعـْدَة"
أعتذرُ لـ "عادل إمام"
لأنـِّي مدَدْتُ يـَدًا
إلـى "الزّعيم"
ورقةٌ بيضاءُ تفيقُ من نومـِها
يتربـّصُ بها قلمٌ
أسودُ مـُذَهـَّب
من "مكتبة الكونجرس"
مدفأةٌ عـلى الـمازوت
من "الجولان"
موسيقى تسيلُ من "روتانا"
والأذنُ تـُطـْرَشُ قبلَ العينِ أحيانـَا
أشاكسُ عادتي
لا أكبسُ زرَّ "الجزيرة"
لأرى ما يدور
فـَلـْتـَدُرِ الدّوائر
على الباغي إِنِ استطاعـَتْ
وعندما تدور
سأعودُ إلـى عادتي
عبثـًا يحاولُ القلم
لـَمـْلـَمـَةَ القطيعِ على الورقة
كلـّما أمسكَ برأسِ خيطٍ
من بقايا الحـُلـُم
غيرِ واضحةِ الـملامح
تكونُ السـّيجارة
بحاجةٍ لقضاءِ حاجتـِها
فـي الـمنفضة
كيفَ تفعلُ ذلكَ فـي العراء؟!
ما همـَّها؟!
عمرُها قصير
تفعلُ ما يحلـُو لها
قبلَ أن تخبـُو
وفنجانُ القهوةِ يهدِّد:
"سأبردُ بعدَ قليل"
وفجأةً يسيلُ من الشـّاشة
"يوم الوداع"
ويذهب
وتظلُّ "روتانا" دائرةً
على حـَلّ
وأعاودُ الـمحاولة
كلُّ ما استطعـْتُ قطفـَهُ
عن جدرانِ الذّاكرة:
"إحذفْ حرفـًا
من متنِ الرّيح
كي يطولَ مكوثُ الحصان"
نقطة
إلـى هنا نصُّ الحـُلـُم
وعبثـًا أحاولُ الـمزيد
هذا ما يصيبـُني دائمـًا
وكلَّ يومٍ أقول
سأصطحبُ اللـّيلةَ آلةَ تسجيل
عندما أذهب
إلـى الحـُلـُم
وأنسى
هلْ هذهِ قصيدة؟!
قصـّةٌ قصيرة؟!
ما همـَّني؟!
عمرُ القلمِ قصير
فـَلـْيـَكـْتـُبْ ما يحلـُو لهُ
قبلَ أن يكبـُو
وسيكبـُو
لا لأنـَّهُ أسوَد
ومـُذَهـَّب
لأنـَّهُ من "مكتبةِ الكونجرس"