نعم للحرب - تركي عامر

قالـَتْ: حاذِرْ!
قد أُعـْذِرَ من أَنـْذَرْ.
فلتقرَأْ، دونَ مراودةٍ،
نصَّ الشـّفتـَيـْنِ: حروفٌ
من نارٍ،
وحروفٌ من ماءٍ.
لا ألعبُ، فلتحذرْ!
لا أقتلُ وقتـًا
من ذهبٍ،
لا فضـَّةَ فـي جيبي،
وقضاةُ الحبِّ تنابلُ سلطانٍ،
ومحامي الرّوحِ تقمـَّصَ شيطانـًا
أخرَسْ.
فالأحسنُ، يا وجـَعـًا
لا يهجعُ، أن تخرَسْ.
حاذِرْ أنْ تـنطقَ حرفـًا
يشبهُ دُكـْنـَتـَهُ!
لا تخبرْني
عن "شرشفِ" أحلامٍ
لـَفـْلـَفَ لـُكـْنـَتـَهُ،
عن "سهلٍ"،
عن "قصبٍ" سـُكـَّرْ.
حذَّرْتـُكَ، فلتحذَرْ
أن توجعـَني
بـ "بناتٍ" مثلَ ملائكةٍ
فـي "الـمـُوكـَلاَّ"،
بـ "دواءٍ"
يشفي القلبَ من الـ "علـَّهْ".
خطرٌ مـُحـْدِقْ
بحياتـِكَ لو هرَّبـْتَ كـُلـَيـْمـَهْ
من أغنيةٍ تحرِقْ
فـي ذاكرتي أشياءَ "سـُلـَيـْمـَى".
فالأسلمُ أن "تسكتْ خالصْ"،
أو أن تـُغرِقْ
فـي طينةِ لهجتـِنا،
تتوغـَّلَ فـي الشـّريانِ. وإلاّ،
يا خصمـًا هشـًّا،
أعلنـْتُ عليكَ الحبَّ. وأُعـْذِرَ من أَنـْذَرْ.
خذَّرْتـُكَ، فلتحذَرْ!
من أقصى القلبِ، أخوضُ الحربَ. وفـي
بحري لن تعبرَ فرقةُ تفتيشٍ
عن منشأةٍ.
لن أسكتَ. لن أتعلـَّمَ لـَكـْنـَةَ نهرٍ
تنقذُني
من بحرِ هوىً أحمرْ.
سأخوضُ الحربَ. ولن
أستسلمَ إلاّ منتحرًا
"تحتَ التـّفـّاحـَةِ". لن أحذَرْ
ما قلـْتِ وما
حذَّرْتِ وما
أنذرْتِ وما
نظـَّرْتِ. وإمعـانـًا
فـي الحربِ سأعلنـُها:
ستطولُ الدَّربُ. تطولُ الدَّرْبُ...
حربٌ،
لا غالبَ فيها إلاّ الحبُّ.
إلاّ الحبُّ...