مصطفى البدوي - عزالدين المناصرة

إذا قيل إنَّ السماء ارتكت كالعجوز على طرق السابلة
رأيناه، يحسم بالخنجر المسألة
إذا قيل إنَّ دمشقَ القديمةَ كانت حريراً
من التوت، ﻓﻲ غوطة المرتفع.
وإنَّ دمشقَ نساءٌ تنامُ على خشب الوردِ،
قرب القرنفل والياسمينْ
وإنَّ السيوفَ العتيقةَ قد صدأت ﻓﻲ حلبْ
رأيناه، يشهر ﻓﻲ وجهنا كومة الأسئلة.
ألا من رأى مصطفى البدويّ، يغني لأشجاره اليابسة
ألا من رآه، يبيع القصائد ﻓﻲ الحانة البائسة
فإن ﻟﻢ نغضّ الجناح إلى الصمتِ، يُلقمنا
كومةً من حديدْ.
رأيناه يقنع أحبابه بالوعيد
وقد يسحب الخنجر اليمنيَّ البريق، لكي نَقْتَنعْ.
رأيناه لما سباه الكلام عن القدسِ،
قال كلاماً حنوناً،
فأشعل كأسين، حاذَرَ كي لا يَقَعْ.
ألا من رأى مصطفى البدويّ يُقبّل أيدي
النساء – النساءْ
ألا من رآه ينام على الأرصفة
وينفث ﻓﻲ المومسات الحِساءْ
ويحكي لهنّ عن القمح والأرغفة.
ألا من رأى مصطفى البدويّ، ألا من رآه !!!
فقد كان – رغم المشيب – حبيبَ الحياة
ألا من رأى مصطفى البدويّ، ألا من رآه !!!
* * *
بعد أن مات، عادْ
ساخراً من قصائدنا ﻓﻲ الرثاءْ
قمتُ قابلتُهُ بالوعيدْ
اليمامةُ ترقبنا نجمةً من بعيد
كيف حالك يا أيها الوغد، كيف القبورْ !!!
قال مثل ثمودٍ ... وعادْ
ﺛﻢ أمسك كأسين ... غَبَّهما دفعةً واحدة
يا يمامةُ دُقّي على العودِ،
هُرِّي التواشيح ﻓﻲ المنحدرْ.
قمتُ جرجرته، لنغازل سوزان تحت المطر
قام هدَّدني، أنَّه سيموت
إنْ خطفتكِ سوزان وحدي / يموتْ.