دليلة - عزالدين المناصرة

سوزان البيضاءْ
مثل حصى الشاطئ
عيناها زرقاء
كالبحر الدافئ.
سَرَقتْ أسرارك يا أفعى أُوروبا العرجاءْ
واجتثّتْ ﻓﻲ الليل قرونك بالنار
فارسةٌ ﻟﻢ تهرب من غزَّةَ إلاّ ﻓﻲ غزّةْ
فارسةٌ، عاشقةُ المِنْطار
تقرأ ﻓﻲ الليل كتاب البحر الثرثار
تسمع أسرار الغابة بعد صهيل العاصفة الخضراءْ
سوزان اغترفت فتنتها من بئر الأسرارْ
تدخل ﻓﻲ الغيم إذا رشرش ﻓﻲ قاع الدار.
سوزانْ
غصنٌ من شجرة كنعانْ
كغموض النجمة ﻓﻲ سقف العالمْ
كغموض العاصفة السريَّة
وطنٌ مهزوز الأركانْ
قمرٌ مشقوق الجبهةِ، بيتٌ مضطرب الأوزانْ
يا قمري المشنوق
من أيِّ كريستالٍ، جئت إلينا
من أيّ طريق. ؟!!!
العتبةُ أشواقٌ كالبحر تَمورْ
العتبة أشواقٌ، و(زجاجٌ مكسورْ
تمشي الفئران عليهْ)(1)
الدربُ الأصفر يا مولاتي حُفَرٌ وجسور
نتعثر ﻓﻲ جَنْبَيْهْ
وأنا بينهما عصفور مقرورْ
مبتلُّ الريش ... أحومْ
من أيِّ غموضٍ جئتِ لنا
من أي تخوم؟!!!
يا أشباح الديجور
جئتُ إليكمْ من وطن مأسور
أسألكمْ أين الظُلْمةُ ... أين النورْ
أين نصوص الأجداد
أين الرأس الوقَّادْ
أين الوعدُ المقطوعُ من الشجرة
أين صراخ المَسبيّات المأسوراتْ
ﻓﻲ عشِّ الوقواقْ
يا سقسقة العصفور الدوريّ على الشُبَّاكْ
وحدكِ من يقرأُ مذبحة الكنعانيّات.
وحدكِ من يسمع ألوان الغاباتْ
وحدك من يشهدُ زمجرةَ الأصواتْ.
كالطائر ﻓﻲ الأيكْ
وكذلك سوزانْ
كالقمر الأحمرْ
يلمع ﻓﻲ الشطآنْ.
وكذلك سوزانْ.
عاصفةٌ من ندمٍ ﻓﻲ قلبي، حتى الآنْ
مذبحةٌ ﻓﻲ قلبي المنفرط كحبَّات الرمانْ
لكن الأرض تدور
الأرض تدور.