عاصفة هندية حمراء - عزالدين المناصرة

كانت عرجاء بِرِجْلٍ خشبية
فاتنةً ... ونديَّةْ
وأنا كنتُ بقلبٍ خشبيْ
أخشى أن تصبح حيَّة
لو كشفتْ داخلها الأيامْ.
أتذكرك الآن كحلم نبويّْ
وأنا أجترُّ نبيذي البدويْ
ﻓﻲ عاصمةٍ شقراء.
قلبي صار عيوناً جورية
تنجرح إذا خفقتْ في القلب، سُفوحْ
أما أنت فيا حَسْرةَ رأسي
صرتِ تراباً ورماداً ﻓﻲ الريحْ
أو شجرةَ ليمونٍ زعراء ... شقيَّةْ.
الرِجْلُ الخشبية
صارت غصنا ﻓﻲ خشب الناعورة يبكي
أشواقاً ... وتباريح.
تبكي حُبّاً، فرَّ كماءٍ ﻓﻲ الكفّينْ
عند الطاحونة ﻓﻲ بستان الليمونْ
شعركِ أملسُ مثل شعاع أسودْ
مَرْخِيًّا كان كعاصفةٍ هندية !!!
* * *
غَمْزةٌ واحدةْ
مَن كريم القوامْ
تفكُّ قتيلاً سيُذبح بالمشنقة
سمعتُ على جسد الليل خطْواتها مارقة
تغازلني بالإشارة، والطَقْطَقَةْ
نَتَعتْ صدرها، رَطْرَطَتْهُ كبندورةٍ من لهبْ
فارعاً كان نحو الأمامْ
فقلتُ: عليك السلام
أعوجاً كان، شدَّتْهُ ... حتى استقامْ
وبين عرائشه، عشش الوردُ، خَوْزَقْتُهُ،
حيث باضتْ رفوفُ الحمامْ
كذلك حين اقتربتُ من الساحراتِ، اللواتي سعينَ مع الفجر،
كاد يفاجئني ... بانتقام
فأغفى على حجرٍ من نعاسٍ ... ونامْ
كذلك أغفيتُ من جهتي ﻓﻲ صدى الطقطقة.
* * *
إيَّاك، تكرار التردّد ﻓﻲ المُباحْ
إيّاكَ، تجريح القطوف
إيّاك فاتنةً لَهوف
إيّاك إيقاظ القرنفل ﻓﻲ الصباح
قدّمْ ﻟﻬﺎ شيئاً من الحلوى، وهَيِّئْها لمذبحةِ الغَسَقْ
واسكن جفون عيونها حتى الأَرقْ
من قبل تَجْليخ السيوفْ
من قبل نَقْر القارعات على الدفوفْ.