لا يُؤمَنُ جانبُهُ - عزالدين المناصرة

أشجاري تصلُ قلوباً ومنازلَ ﻓﻲ علّيينْ
أنهاري ﻓﻲ رحم الأرض سكاكينْ
أشواقي عارمةٌ كالطمي، وفائرةٌ كالطينْ
ماذا أخذتْ كفَّاكَ المرفوعة غير الندم الحارْ؟!!
ماذا يا جوهرة الروح.
حدّقتُ ﺇﻟﻰ صورتكَ المنشورة، حيث رأيتكَ
ﻓﻲ البُعد، ﻭﻓﻲ القُرب جميلا
وبكيتُ عليك قليلاً ... فارتحتُ قليلا
تضحك ﻓﻲ موتك، تضحك من موتك، وأنا ﻓﻲ المنفى الرابعْ
المطرُ على التابوت وشمسٌ خضراءُ،
تطلُّ على العشب الطالعْ
المنفى كلبٌ مسعورٌ، المنفى قهرٌ شاسعْ
لا يؤمن جانبُهُ، حتى نُرديه قتيلا.
ﻓﻲ عينيك انفجرت بعض الألوانْ
الأحمر هذا الخنزير البريُّ الحاملُ ﻓﻲ كفّيهِ خناجرْ
الأبيضُ أصل الموج الساحِرْ
الأسودُ ظلٌّ للشبح الوهميّ المطعونْ
الأصفرُ زعرورٌ ومنابرْ
الكحليُّ يُضرّجها، بالسحر وبالفتنة ﻓﻲ الأعراسْ
البُنّيُّ الفاتحُ ﻓﻲ الفجر، علاماتٌ ورموزْ
رسموها فوق رخامات الرحم المهجورْ
أقتلعُ الآن سَريري
أفتتحُ الآن سُروري
أبكيك طويلاً وطويلاً وطويلا
فرسك حمراءُ، وتجري بين قصوركَ يا (صبرا) وَ(شتيلا)
والمنفى من وجعٍ،
لا يؤمن جانبُهُ
حتى نرديه قتيلا
حتى نرديه قتيلا.