يا بعيداً - عزالدين المناصرة

ﻟﻢ يزل ﻓﻲ الكهفِ،
يطوي الصمتَ،
يندبْ.
ومن السقف تدلَّتْ
ﻓﻲ الهواءِ الأزرق المجنون،
عقرب.
يا ليالي السجن بعدك
أنت قد أخلفت وعدكْ
إن تكن أنسيتني أيام سهدي،
فعلى جبهتك الزرقاء ... سهدكْ
تمطر الحكمة فوق الأنفس الثكلى
تزيل الكرب ... وحدكْ.
كان ﻓﻲ الرحم يسيرْ
وعلى درب الحياة
بعد أن ثار على الكهف الصغير
وارتوى من لبن الدفلى
ومن عذْب المياه
أمطرتهُ الحكمةَ البيضاء، أسرابُ اليمامْ
فانحنى يوما وصاح:
لحمك المنثور فوق التلّة الخضراء،
يرميني لظاه
يا بعيداً تسبر الرملَ خطاه !!!