هَزَجُ الليل - عزالدين المناصرة

عشقتُ الليل، أعرفه ويعرفني، وأعرف أنني
أرعى النجوم هنا،
لأرقب نجمة الصبحِ.
سأبحث عن أحبائي هنَا ﻓﻲ جوفهِ يمشون حولي،
لا أرى منهمْ ... سوى جرحي.
هنا تقتات خيلي، عشبه الصيفيَّ،
ينمو فوق سطح الليل ﻓﻲ الوادي، ﻭﻓﻲ السفحِ.
وأحلفُ يا مُرصَّعُ أنك الخلُّ الوحيدُ، وأنَّكَ الموتُ ...
الذي يرنو ﺇﻟﻰ عينيَّ،
من سيفي ومن رمحي.
عشقت الليل، نجمتُهُ تغامزني، قبيل الفجرِ
ﻓﻲ وقت التراويحِ
مشيتُ، ولا نديم يدلُّني غير النجوم، وليس يوقفني
سوى الشرطيِّ يسأل: أين تصريحي!!!
كروم الجيزة الخضراءْ
خلعتُ جذورها فجراً بأمر النَوِّ ... والريحِ.
أفتشُ ﻓﻲ غبار الطَّلْع ﻓﻲ كل المدائنِ أنت ظلّي،
إن فقدتُ الضوء ﻓﻲ العتمة
سلاماً أيها الغافي على غيمةْ
فضاءُ الوقت مفتوح على الرحمة
ألوب مدائن الموتى، لأسأل عنك أقبية الكنائسِ،
اسأل الخمر المعتّق، أسأل الكرمة
أيا رمزاً على صخر الرؤى الزرقاء، يا نعمة
تطلّ على مدائننا السرابيَّة
تفكُّ رموز ليلتنا الضبابيّة
سأبحث عنك ﻓﻲ حطّينَ، ﻓﻲ الوادي،
ﻭﻓﻲ القمَّة
متى تأتي متى تأتي متى تأتي
تحرّك هذه الأُمَّةْ.