ناطوران - عزالدين المناصرة

1. ناطور قديم:
يأتيكَ ينتعلُ الأديمَ : أديم أتربة الصخورْ
يأتيك يحرس ﻓﻲ الشتاء تراب حقلكَ، لا يثور
اللوز يملأ سفحنا نوّارهُ الأبيضْ
الناسُ ﻓﻲ أرض الشآم
طير الحمام
ما حالهمْ ؟؟
هل لا تزال تطير فوق قبابهمْ
هل لا تزال تحط فوق ترابهم
أم أنتَ قد أنكرتَنا كالآخرين
مرّوا ... وما ألقوا سلاماً ... أطلقوا للريح
سيقانهمْ ... أوَّاه يا كبدي الجريح
من يشتريك ... فأستريح !!!
يأتيك والرمّان منتصب النهود
وعلى سلالم – دارنا رقَصَ اليهود.
كنا سندفن جدّتي ﻓﻲ الخانْ
يا بائع الرمّانْ
وَرْدُ الصبا غَنّى
لا تقتربْ منّا
أحبابنا مرّوا
ﻟﻢ يسألوا عنا
لكنّ ناطور الكروم يحوم ﻓﻲ الأفق البعيدْ
المقبلات يقُلْنَ ﻓﻲ فرحٍ وعيدْ
اليوم يأتي عازفاً وتراً وعودْ.
2. الإذاعات تُحارب
أيها المُهْرُ العنيد
قل لنا: ماذا تريد
فسّر لنا هذي المصائبْ
هل تخلّيت عن الحرب وروحُ الناس ﻓﻲ الأنف تُحاربْ
أنت قد أشبعتنا حلو الكلام :
- الإذاعات تحارب
أنت قد أعليتها سدّا فسدّا
أنت قد حوّلتها أطلال سُعدى
قل لنا: ماذا تريد ؟!!
كلُّ شيء ﻓﻲ يديك الآن يخجلْ
رمحك المكسور والصوت النبيلْ
وكلامُ الناسِ مرميٌّ ﺇﻟﻰ الأرضِ،
وأفيالك تلقيه ﺇﻟﻰ الموت،
وأفراسك تصهلْ
ﺛﻢ ترمي خطبةً أخرى على صَدْرِ الموائدْ
كأحاديث الجرائد
عنكَ أنتَ المنقذ الأعظم ﻓﻲ هذا الزمان المُرِّ،
يا وجه الأفولْ
ﺛﻢ ماذا ستقول !!!
بعد أن نامتْ صُراخاتُ الطبول
ثمَّ ماذا ستقول !!!