ملاحظات قبل الرحيل - عزالدين المناصرة

رسائلٌ تجيئني مُخْتَصَرَهْ
حروفها معدودةٌ كأنّها من ذهبٍ أو ... ماس
أهكذا يعيش كل الناس !!
أم وحدنا نموت فوق النطْعِ، تحت القاطرة
رسائل ثلجية الإحساس
لكنني نسيت ﺃﻧﻬﺎ مغامرة
أن تكتبي حرفاً به مرارة الشوقِ،
وصدق الذاكرة
نسيت أن كل حرف ﻓﻲ الكتابة
قد صَمَّمَتْهُ هيئةُ الصليب ... والرقابة
بدايةٌ نهايةٌ مكرَّرة
يا حزن قد ذوَّبْتني
رميتَني للعتبات المُقْفِرة !!!
هل أنت تشتاقين للنهر المقدس والعذابْ
هل أنت تشتاقين للأرض الخراب
أم رؤية الولد المعذّب قاطعاً صحراءَ تيهْ
لا تسأليهْ
قد ضاع ﻓﻲ وجع الليالي،
ربّما، لن تسمعيهْ
يا حلوتي،
كُلٌّ هنا قد جاء يبحث عن بنيهْ
وأنا وأنتِ على الأسى نحيا ونُبحر ﻓﻲ السراب.
هل أنت تشتاقين أن تقفي على قدميكِ،
ثائرة المواجع، تصرخينْ
مات الرجال على الوسادة
عَسُرَ المخاضُ وأنت ﻓﻲ الستّينْ
من أين تأتيك الولادة !!
جاء الشتاء المرُّ، جاء العيدْ
ويجيء ما بعد الشتاء
وتظلُّ عيناكِ المعذّبتان تنتظران عودَتهُ،
من البلد البعيدْ
قد أثلجتْ شوكاً على ليل العبيد
ما زاد من دمعي
مرّوا مع الليل البهيم وأطفأوا شمعي
وتلوب عَبْر السُحْبِ قهقهةُ الجنودْ
ترتدُّ ﻓﻲ عيني ﻭﻓﻲ سمعي
شجراً من الزقومْ
من منكُمُ ... سيصدُ جيشَ الروم !!!
من منكمْ يحمي التُخوم ؟!!
لا تقطعي النهر المقدَّس للأماني والوعود
لا ترحلي
لا ترحلي
فوراء نهرك غصةٌ من علقمٍ ﻓﻲ أفقكِ المَسْدودْ
ووراء حدِّكِ، رُعْبُ قهقهةِ الجنود
لا ترحلي
موتي هناك كوردة بيضاء
موتي هناك كنجمةٍ ﻓﻲ الماءْ
وأنا أجيئكِ كالرعودْ
أوْ جُثّةً آتيكِ ،
كي تعلو زغاريدُ النساء !!.