تكاذيبُ الأعراب - عزالدين المناصرة

- قال الراوي الأولْ:
فرسي كانت تصعد درج القصر العثماني الأكحلْ.
- قال الثاني: ليلاً كنتُ رأيت البحر
يُكَسْدِرُ فوق ذؤابات الكرملْ.
- قال الثالثُ: من كرم خليل الرحمنْ
شُفْتُ مَزاودهمْ ترشح ماءً بلّورياً
فوق الحيطان ... بشيحانْ.
- قال الراوي الرابعْ:
كنا نركب ظهر الشهباء صباحاً من بيت المقدسِ،
حتى بغدادْ
حيث نَمرُّ على بادية الشام
ونعود ﺇﻟﻰ القدس مساءً لننامْ.
- قال الراوي الخامس: كان الرومْ
بخيولٍ شهباءَ على السهل يحومونْ
كانوا مئة خيَّالٍ أو قيل: يزيدون
جندلتُ الأولَ، فرّ الباقون.
قال الرجلُ الهادئُ مثل اليَقْطينْ:
هذا القنديل الأصفر ظَلَّتْ منه ذُبالةْ
يقطر عسلاً من نحل الهَشَّاتينْ
(ما أكذب من شابّ ... يتغرّبُ ﻓﻲ الأمصارْ
إلاّ شيخٌ ماتتْ أجيالُهْ)،
ﻓﻲ حربٍ
كانت مهنتهُ فيها ... نقلَ الأخبارْ.