غزال زراعي - عزالدين المناصرة

أنتِ القنديلُ يضيء العتماتْ
أنتِ النجمةُ والصاري ومنارةُ بحر الظُلُماتْ
أنتِ النخلُ الأخضرُ والعرجونُ الأصفرُ،
ﻓﻲ قَفْرِ مفازاتْ
أنتِ رذاذ الغاباتْ
أنتِ المُهْرُ الظمآنْ
أنتِ هديلُ حماماتْ
أنتِ الرغوةُ إنْ غضب البحرْ
أنتِ الأصدافُ المشبعةُ الملْساءْ
أنتِ الخُضْرةُ والماء
أنتِ النّار لتطهير جروحي (ﻓﻲ عزّ الظُهْرْ)
أنتِ البحر ولونُ البحر وقاعُ البحرْ
أنتِ الفِتْنةُ ﻓﻲ عشب الشطآنْ
أنتِ صلاةُ الأحباب إذا جفَّتْ أمطار الوديان.
- أتمضمضُ بعض حليبكِ،
بعد شروقي، أو قبل غُروبي
نهداك سفرجلتانْ
عنبٌ دابوقيٌّ يتشعبطُ أكوازَ الرمَّانْ.
- قالت: لكنْ يا هذا،
هذا عنبٌ منذورٌ لحبيبي
ومضت تتمنجقُ ﻓﻲ حقل الزيتونْ.
جفرا يا جفرا يا جفرا
أنتِ الفتنةُ، أنتِ الشيطانْ
يا جفرا أنتِ سحابةُ هذا الصيف الغامضْ
ثدياكِ مُرهْرِطَتانْ
كالمشمش حين يذوب من الصَّهْدِ الناريْ
ثدياكِ كعوّار العنب الحامضْ
الصدر نتوءٌ ﻓﻲ جبل النسيانْ
حُصْرُمْ
حُصْرُمْ
حُصْرُمْ
ثدياكِ كما الحُصْرُمْ
وقَوامكِ شجرةُ بلّوطْ
صوتكِ مبحوحُ كغراب بلديْ.
- ناداها يا شجرة عُلّيق برّيْ
يا مقبرةً شرقيةْ!!!
قالت – وهو يناوشها – عن بُعْدِ – : طُزْ
ﻓﻲ المشمش قابلْني
حينَ يَرُطُّ الحوتُ زعانفه ﻓﻲ البحر الميّتْ
قابلْني عند نجوم الليلْ
قابلْني حين يصير البلبلُ جِنيَّةْ
ويحطُّ على أغصان الليمونْ
ليغنّي للحوريّات على نبع الميَّةْ.
ومضت تتقصَّعُ ﻓﻲ زَهْوٍ مجنونْ
ﻓﻲ حقل الزّيتون.