كنيسة القيامة - عزالدين المناصرة

ﻟﻲ جارة صبيّةْ
تفّاحةٌ نديَّة
عيونُها زرقاء مثل مريم العذراء
وشوقها جدائلٌ مَطْويَّةْ
تسكن ﻓﻲ مدينة الرياح والهوى
مدينةٌ أرادها السفَّاح أن تكونْ
موصدةَ الأبواب والكُوى.
ﻓﻲ موسم الربيع حيث تولد الأشياء والطيور
تلفُّ وجهها بهالةٍ برَّاقة لعوبْ
قالت: غداً نتوبْ
قال: غداً نسير ﻓﻲ خشوع
لسيّد البرية
نسير ﻓﻲ بستانه، نستنشق الهواء
تحت جناحي رغبةٍ تسير
فأسْقُطْ علينا كالندى ﻓﻲ ليلة التطهير
من فوق ألف سور
موعدنا غداً كنيسة القيامة
نُفرّقُ القروشَ والشموع والنذور
نشمُّ طلْعَ النور
نوزّعُ البذُور ﻓﻲ ساحاتنا
حمامةٌ تحطّ ﻓﻲ الأفياء
حمامةٌ على جدراننا تطير
موعدنا غداً يا شمعتي كنيسةَ القيامة.
محطّةُ الخليل
تضجُّ بالأصوات والرحيل
العنبُ المبحوح ﻓﻲ الراحات والحناجر.
- نابلسُ: من ينقلني ﺇﻟﻰ عيبال ؟!!
ناريةٌ، خمريةٌ بالوشم والوشاح
ﻓﻲ رحمها أغنيةُ الجوَّال.
- أمَّا أريحا، جذرنا المغروس ﻓﻲ التاريخْ
ناديتُها: صفراء يا صفراء يا صفراء
خضراء يا خضراء يا خضراء
يا جمرة الصيف التي تضيء ﻓﻲ الشتاء.
أما صلاح الدينْ
فَشارعٌ من دمعةٍ وطينْ
وصوتُهُ تفاحةٌ وأنجم وكهرباء.
القدسُ يا مريام
حاراتها من فلفل الغرام
حروفها من ذَهَبٍ قد خطَّها "محمَّدٌ صِيامْ"
الصخرة الخضراء
السروة الخضراء
نقوشها خضراء
سماؤها فضيّة زرقاء
جذورها ﻓﻲ القلب والشروش والدماءْ
موعدنا المحفور ﻓﻲ الصدور
رُمّانةٌ من دمنا المهدور
موعدنا غداً كنيسة القيامة.
يجيء صيفٌ نائمٌ ﻓﻲ الدمع والذباب
يجيء صيف، خَطِرُ الأنياب
يغلق ﻓﻲ وجوهنا الأبواب
يَسُدُّ طاقة الرَحْمات.
أمامَنا، مريام
وخلفنا، مريام
هل تصْدُقُ الأيام يا مريام
هل تصدق الأيام !!!