لحظة - فدوى طوقان

-1-
منيتي صمتا ، هدوءاً ، لا تقل لي
كان أو سوف يكون
لا تحدثني عن الأمس ولا –
تذهب لغد
هذه اللحظة عندي
ما لها قبل وبعد
لم يعد للزمن المحدود عندي
أي معنى
قد تلاشى الأمس أصداء
وظلاّ
والغد المجهول يمتد بعيداً
ليس يجلى
ربما كان سوف ما رسمت
يد أحلامي وأحلامك فيه
ربما كان سوى ما نرتجيه
هذه اللحظة ، لا شيء سواها
زهرة قد فتّحت بين يدينا
لا ثمارٌ ، لا جذور
زهرةٌ آنية الروعة فلنمسك
بها قبل العبور
يا حبيبي
بوركت لحظتنا
-2-
ما علينا
ان تكن مرّت كظلّ الطير خطفنا
فهي ذخرٌ لرؤانا
عالم من عالم أشهى وأغنى
من دنانا
هي عمر
********************
أترانا
نذرع الأيام ، نمشي مثقلين
نطأ العوسج نعيا
بالذي نحمل مت عبء السنين
أترى من أجل هذا نحن نحيا ؟
ما الذي ننتظر ؟
ما الذي نحيا له؟
نحن قد يملؤنا وهمٌ نسمّيه –
الطموح
نكدح العمر ونشقى فيه كي –
نرقى الذّرى
نجري ونسعى
لنفوق الآخرين
ثم ماذا ؟
الخلود؟
لا تحدثني عن المهزلة الكبرى –
عن الكذبة ، دعها
لمجانين الخلود.
*******************
أم ترى نحيا ليلقى المتعبون
عندنا الفيء ، ليروى الظامئون
من عطاء البئر ، بئر الخير والايثار
فينا
ثم يمضون ، ويمضي كل شيء
غير أحجار عقوق وجحود
رسبت في قاع بئر الخير والإيثار
فينا
*********************
أم ترى نحيا لكي تجرحنا
كلمات الآخرين ؟
ولكي تطعننا في الظهر في غفلتنا
الصداقات التي تفجعنا
والتي ننفض منها الكف نرتدّ على –
أعقابنا من بعدها
خاسرين.
أترى من أجل هذا نحن نحيا ؟
*****************
أم ترانا
نذرع العمر نشق الدرب من
أجل الوصول
نحو قبرٍ
نحن ندري
انه المصير!
***************
منيتي ، إن لم نكن نحيا لهذي
اللحظات النادرات
هذه الواحات في صحرائنا
فيم نلقانا اذن نحيا الحياة ؟
ما الذي ننتظر ؟
ما علينا
ان تكن مرّت كظلّ الطير خطفا
فهي عمر