كلما ناديتني - فدوى طوقان

كلما نادتني
يا حبيبي كلما ناديتني
هاتفاً عبر المسافات : تعالي
عبقت في خاطري يا جنتي
جنّة ، و انهلّ ضوءٌ في خيالي
و بدا لي
عالم ريّان ، وردي الظلال
من شباب و فتون و غوى
أسكرت آفاقه خمر الهوى
و تعرت فيه أطياف الجمال
كلما صوتك ناداني إلى
موعد يحضنه صدر الأمان
عانقت روحي روءى أمسية
كم تساقى الحب فيها و الحنان
عاشقان
نسيا الدنيا عليها و الزمان
ليلة فيها حصرنا العمر ، ليله
أخذت ألوانها من ألف ليله
من أساطير جواريها الحسان
كلما صوتك نادى من بعيد
دافىء الغنّة منغوم الصدى
فتح الفردوس لي محرابه
و الأماني فرشت لي مرقداً
من عبير وبدا
لي فجرٌ هلّ رطباً مسعدا
ناعم الأنفاس مفترّ الضياء
لفّنـا حلماً على مهد لقاء
واحتوانا فيه دفئاً وندى
نادني من آخر الدنيا ألبّي
كل درب لك يفضي فهو دربي
يا حبيبي أنت تحيا لتنادي
يا حبيبي أنا أحيا لألبّي
صوت حبي
أنت حبّي
أنت دنيا دنيا ملء قلبي
كلما ناديتني جئت إليك
بكنوزي كلها ملك يديك
بينابيعي ، بأثماري ، بخصبي
يا حبيبي