ذهب الذين نحبهم - فدوى طوقان

إلى أرواح شهدائنا الأحرار
في الغارة الإسرائيلية
الغارة في بيروت ...
كمال ناصر، محمد يوسف النجار وكمال عدوان
نسراً فنسراً غالهم وحش الظلام
من أجلك انفرطت عقود دمائهم
جبات مرجانٍ، كنوز لآلئٍ،
ذهب الذين نحبهم ..
لا صوت للأحزان ، انظر،
أورقت صمتاً على شفتي أجزائي.
وأطبقت الحروف شفاهها
تتساقط الكلمات صرعى مثلهم.
جثثاً مشوهةً، ترى ماذا أقول لهم
ومن عيني ومن قلبي تسيل دماؤه ؟
ذهب الذين نحبهم
رحلوا وما ألقت مراسيها مراكبهم ولا
مسحت حدود المرفأ النائي عيون الراحلين
أواه يا وطني الحزين
كم ذا شربت وكم شربنا
في مهرجانات الأسى والموت كاسات العصير المر
لا أنت ارتويت ولا ارتوينا
إنا سنبقى ظامئين
عند النابيع الحزينة سوف نبقى
طامئين
حتى يقامتهم مع الفجر الذي
حضنوه رؤيا لا تموت ولا يذوب لها حنين
جريمة قتل في يوم ليس كالأيام
(إلى روح الطالبة الشهيدة
منتهى حوراني)
ويحمل سيفاً بيد
ويوم الحبيبة في الأسر هبت عليها الرياح
محملةً باللقاح
جرت منتهى
تعلق أقمار أفراحها في السماء الكبيره
وتعل أن المطاف القديم انتهى
وتعلن أن المطاف الجديد ابتدا
(بغرفتها أمها المتعبه
تلملم أوراقها المدرسية:
حذار العدى يا بنيه
فعين العدو تصيب )
وما كذب القلب. كان عدو الحية يطاردها في الميره وينشب في عنقها مخلبه
***
تفتح مريولها في الصباح
شقائق حمراً وباقات ورد
وعادت إلى الكتب المدرسية كل سطور الكفاح التي حذفوها
ورفرف مريولها رايةً في صفوف المدارس. رفرف وامتد ظلل في الضفة المشرئبه
واشجارها المثقلات، ورفرف مريولها في النوافذ –
فوق سطوح المنازل فوق رفوف الدكاكين-
ظلل في الضفة المشرئبه
مساجدها والكنائس، ظللها قبةً تلو قبه
***
وما قتلوا منتهى وما صلبوها
ولكنما خرجت منتهى
تعلق أقمار أفراحها في السماء الكبيره
وتعلن أن المطاف القديم انتهى
وتعلن أن المطاف الجديد ابتدا
***
وما قتلوا منتهى وما صلبوها
ولكنما خرجت منتهى
تعلق أقمار أفراحها في السماء الكبيره
وتعلن أن المطاف القديم انتهى
وتعلن أن المطاف الجديد ابتدا