في العباب - فدوى طوقان

تلاشت الوجوه حولنا
إلاّ الوميض الأزرق المشع في
عينيك والنداء
في الأزرق المشعّ مبحرٌ
وراءه قلبي سفينةً
يشوقها العباب
وشدّنا اليه ذلك العباب
بحر بلا شواطئٍ
يمد ، لا يحدّ
ولا يردّ
يقص فيه الموج قصة الحياه-
والأبد
اذ تختصر
بنظرة ، فتغرق الأرض مع –
اندفاع المدّ والرياح والمطر
********
في ذلك المساء
استيقظت حديقتي وخلّعت
سياجها
أصابع الرياح
واهتز تحت رقصة الرياح والمطر
العشب في حديقتي
والزهر والثّمر
وغابت الوجوه والأشياء –
ذلك المساء
إلاّ الوميض الأزرق المشعّ-
في عينيك والنداء
في الأزرق المشعّ مبحر وراءه
قلبي سفينة يشوقها العباب