نُقطَة ٌ سَاخِنَة - لطفي زغلول

لا تَظُنّي أنَّني كُنتُ أُوَلّي
مِن هَوىً يَعصِفُ بِي يَوماً .. فِرارا
فَأنا لا أنثَني .. لا أختَفي ..
لا أدَّعي غَيرَ الَّذي أشعُرُهُ .. لا أتوارى
إنَّني أعلِنُها اليَومَ كَما أعلَنتُها
أمسِ مِراراً ومِرارا
إنَّكِ العِشقُ الَّذي يَحتَلُّني ..
يَشرَبُ مِن عَافيَتي .. لَيلاً نَهارا
إنَّكِ السِّرُ الَّذي أفشَيتُهُ طَوعاً ..
بِأشعاري .. بِأشواقي .. جِهارا
لا تَلوميني .. فَبعضُ العِشقِ لا يُؤمنُ ..
بِالعُزلَةِ والكَبتِ مَسارا
صَارتِ الصَّبوَةُ مُنذُ الَّلحظَةِ الأولى
لِلُقياكِ .. هَلاكاً وانتِحارا
نُقطَةٌ سَاخِنَةٌ أنتِ بِتفكيري
تَزيدُ النَّارَ نَاراً .. وأُوارا
وأرى الَّلهفَةَ طَوقاً
والمَدى مَا بَينَ أشواقي
وعَينَيكِ حِصارا
وأرى النَّزوَةَ بَحراً
وأنا مَا اعتَدتُ أن أنزِلَ مِن قَبلُ بِحاراً
إنّني أحتَرِقُ اليَومَ .. ومَنْ غَيرُكِ بِي
تُشعِلُ أو تُطفِئُ نَارا
حَاوِلي أن تُطفِئي بَعضَ اشتعالاتي
كَفى رَأسي صُداعاً ودُوارا
لَمْ أعدْ أحتَملُ التَّأجيلَ والتَّسويفَ
يَا سَـيِّدَتي .. والإنتظارا