عَطَشُ الصَّحراء - لطفي زغلول

يَا آسِـرتي .. إنّي إنسانٌ يَسكُنُني ..
عَطشُ الصَّحراءْ
زَخَّاتُ سَحابَةِ صَيفٍ عَابِرةٍ ..
لا تَرويني .. لا تُحييني
وأظلُّ أثورُ .. أثورُ .. أتوقُ لِرشفةِ مَاءْ
مِن بَينِ يَديكِ لَعلّي أصحو اليَومَ ..
لَعلّي أُبعَثُ من بَينِ الأشلاءْ
وأعودُ إلى دُنيا الأحياءْ
وأنا إنسانٌ .. تَعِصفُ بِي حُمّى الأهواءْ
بِالعشقِ تُضاءُ فَضاءآتي
جَوَّالٌ .. أبحَثُ في عَينَيكِ عَنِ امرَأةٍ
تُمطِرُني كُلَّ إضاءآتي
تُعلِنُني فَارسَها الآتي
مِن خَلفِ حُدودِ غَدِ الأحلامِ ..
يُطلُّ عَلى فَرسٍ بَيضاءْ
تُسكِنُني بَينَ ذِراعيها
تُؤويني .. يَومَ أعودُ إليها .. أطوي أشرِعَةِ الإبحارْ
أُلقي للمَوجِ .. عَصا الأسفارْ .. في عَينَيها
يَا آسِرَتي اسقيني .. اسقيني
كَادتْ تَغتالُ سِـنيُّ الجَدبِ شَراييني
فَلينزلْ حُبُّـكِ فَوقَ رُبوعي مِدرارا
ولُيبحرْ مَوجُ العِشقِ .. بِنبضِ عُروقي أنهارا
يَا آسِرتي .. كُوني إن جِئتِ إليَّ شِتاءً .. إعصارا
أو جِئتِ إليَّ عَلى أجنِحَةِ الصَّيفِ .. زيديني نارا
كُوني مَا شِئتِ .. فَليسَ سِوى
شَيءٍ في فِكري يَعنيني ..
شَيءٍ من عَدمي يُحييني
إن تَرويني .. أن تَرويني .. أن تَرويني