الطريق إلى الوالدة - محمد القيسي

لاسمك رائحة الحزن والياسمين ,
ورائحة الأمم البائدة
فهل أتوقف حينا ,
وألغي الفراقا
وأعقد مع صمتك الكارثيّ اتّفاقا
ونهوي على شرفات البكاء قليلا ,
ونجمع أيامنا الشارده ؟
لاسمك رائحة الموت أيتها المرأة المارده
فماذا عن الطقس , والحالة البارده !
* تعوّدت ..
- لماذا أراك تموتين ؟ لا ,
أنت لا يعرف الموت دربا إليك ,
ولكن لماذا أراك تنامين مكشوفة في العراء ؟
تنامين وحدك كالشاهده
وكيف تبيعين نفسك للغرباء
وترضين صكّ انتدابك للقبّعات ,
وللعملة الوافده ؟
وتنسين ابنك في مهرجان البكاء
ولا تمنحين سوى السحنة الجامده ؟
فهل أنت مأواي ,
هل أنت أمي التي أرضعتني الحليب ,
وأفرحها برق أيامنا الواعده ؟
وما الفائده
إذا كنت تسقينني الآن , مرّ العذاب ,
تدعينني نحو كلّ المنافي ,
وأنت على لإرثنا قاعده ؟
لمن أقرأ الآن من دفتر الجوع ,
آخر ما سطّر الفقراء
وما جرّع القلب أو كابده ؟
وكنت أسير غيابك ,
سجّلت أسماء كلّ المقاهي التي رفضتني ,
وكلّ النساء اللواتي عرفت ,
وأحببت ,
خلّيني للتسكع في حدقات الشوارع ,
والمدن الجاحده
تبارك هذا الشجى والحضور
تبارك هذا البعاد وحذر المرور
تبارك هذا الطريق الجديد إلى الوالده ..