يا أنشودتي انطلقي - إيليا أبو ماضي

أنشودة في ضميري كم أواريها
و ما شقائي إلاّ أن أغنّيها

ولّى الشتاء و نفسي في كآبتها
و استضحك الصّيف إلاّ في نواحيها

كأنّها زهرة في الظّلّ ثابته
لانور يغمرها ، لا ماء يسقيها

كأنّها الحرب في قلبي زلالها
و بعض أهلي أقوام تعانيها

حكاية أتقلّى حين أسمعها
و يأكل الحزن قلبي حين أرويها

وا رحمتاه لأوربا فما فتكت
أفعى بأفعى كأهليها بأهليها

لم يبق غير الضواري في خلائقها
و من حضارتها إلاّ مخازيها

كانت تعدّ الدواهي في مصانعها
لغيرها ، فأصابتها دواهيها

و كلّ طابخ سمّ سوف يأكله
و كلّ حافر بئر واقع فيها

لو دام أيمانا لم تنطلق سقر
بدورها و الأفاعي في مغانيها

لكن أكبّت على الآلات تعبّدها
و تستعين بها من دون باريها

فصار مالكها عبدا لسلطتها
و صار كلّ لاضعيف من أضاحيها

وصارأنسانها للحلب آونة
و الذّبح ، مثل المواشي في مراعيها

يا نفس سرّي ، و يا أنشودتي انطلقي
من علّم الصمت ، إنّ الصمت يؤذيها

أيشرق الأفق لم يطلق كواكبه
و تجمل الأرض لم تخرج أقاحيها

أليوم يوم القوافي تهفين بها
لا يشرب النالس خمرا لم تصبّيها

هذا هو العيد قد لاحت مواكبه
يا قلب هلّل لها ، يا شعر حيّيها