ماء و طين - إيليا أبو ماضي
سألتني و قد رجعت إليها
و على مفرقي غبار السنينا :
أيّ شيء وجدت في الأرض بعدي ؟
قلت : إنّي وجدت ماء و طينا
جمع الحسن و الدمامة و الإق
دام و الخوف و النهى و الجنونا
و الرجاء الذي يصير به الفد
فد روضا ، و شوكه نسرينا
و القنوط الذي يعرّي من الأو
راق في نشوة الربيع الغصونا
ووجدت الهوى كما كان قدما
ثقة تارة ، و طورا ظنونا
و شبابا سكران من خمرة الوهم
يخال المحال أمرا يقينا
فإذا شاخت الرؤى و تلاشت
وصحا بات جزمه تخمينا
لا يزال الإيمان نوعا من
الرّهبة ، و الحسن للغرور خدينا
لا يزال الغنيّ يختال في الأر
ض و إن كان جاهلا مأفونا
كلّ من قد لقيت مثلك ، يا نف
سي ، في ما تبدين أو تخفينا
فانظري مرّة إليك مليّا
تبصري الأوّلين و الآخرينا