حكاية حال - إيليا أبو ماضي

ألحشد ملء الدّار لكن
لم ير أحدا سواها

فتّانة خلّابة
كالياسمينه في شذاها

أوفى عليها و هي تخطر
كالفراشة فاشتهاها

شكت الصّبابة مقلتا
ه فجاوبته مقلتاها

حتّى إذا ما اختار كلّ " م "
فتى رفيقته اصطفاها

و رأت به من تبتغي
و كما رأته كذا رآها

و تقدّما للرّقص يقرأ
ناظريه ناظراها

متلاصقي الجسمين
يسند ساعديه ساعداها

و تكاد لولا الخوف تلمس
و جنتيه و جنتاها

متدافعين كموجتين ،
خطاه تتبعها خطاها

يمشي فتمشي و هي
تحسبه يسير على حشاها

هي في لئام كالدّجى
محلو لك و كذا فتاها

لكنّما الألحاظ تخترق
السّتور و ما وراها

فاض الغرام فقال آه
و قالت الحسناء آها

فانسل من أصحابه
سرّا ، و أغضت جارتاها

و مشى بها في روضة
قد نام عنها حارساها

حتّى إذا أمنّا الورى
و شكا الهوى و شكت هواها

طارت ببرقعها و بر
قعه على عجل يداها

كيما تقبّل ثغره
و يقبّل المعشوق فاها

فرأى المتيّم بنته
ورأت مليحتنا أباها