بغداد دار حضارة الإسلام - ابراهيم الأسود

بغداد دار حضارة الإسلام
ومقر عرش المالكين السامي

قد نافس المنصور فيها اختها
متنزه الدنيا دمشق الشام

وشأت علا فيه وفي ابنائه
خلفاء عباس على بهرام

وسمت بهارون الرشيد مكانة
اوفت على الايوان والاهرام

ولكم بها المأمون شاد معاهداً
زخرت بفيض العلم والالهام

تتزاحم العلماء في جنباتها
موفورة الاكرام والانعام

يمشي جلال الفضل بين قصورها
بمواكب الاجلال والاعظام

مدت ثقافتها الى الافرنج
والاتراك والرومان والاعجام

ورعت بيونان وما قد شاده
حكماؤها الماضون كل زمام

واليوم جدد فيصل ما اخلقت
فيها يد الايام والاعوام

شق الطريق بها الى العليا كما
للعدل فيها سن خير نظام

يقفو سبيل جدوده فيها وما
يعدو الذي شرعوه من احكام

ملك كفى للعرب فخراً انه
اضحى لها في الدهر خير امام

رد الفخار الى العروبة بعدما
ذهبت بجدته يد الايام

هز العراقيين ذكر جلوسه
طرباً كما قد هز اهل الشام

يوم مشى في كل قطر بشره
كالبرء يمشي في ذوي الاسقام

ولو انها اسطاعت برمانا مشت
شوقاً لبغدادٍ على الاقدام

واذا عداها ان تقاسم اهلها
في القرب بهجة عيدها البسام

فلقد اتاح لها الزمان لقاء من
قد انجبت من اروع وهمام

نزلوا مصائفها الجميلة واغتدوا
ومقامهم فيها اجل مقام

خلع السنا نوري السعيد فازهرت
منه روابيها وكل أكام

في ليلة اكرم بها من ليلة
سكر الوفود بها بغير مدام

غنت بلابلها على جلاسها
وهم كرام أُولعوا بكرام

تملي عليهم من شمائل فيصل
ما يسكر الاسماع بالانغام

ملأ السرور قلوبهم وكأنهم
ابناء ام او بنو اعمام

دام السرور لهم اليفاً ولتدم
بغداد دار حضارة الاسلام