من ناشد لي جؤذر الرمل فقد - إبراهيم أطيمش

من ناشد لي جؤذر الرمل فقد
صاد بأشراك الهوى قلبي وصد

علام يا ريم قتلت عامداً
بطرفك الصب ولم تعط القود

يا مالكاً قلبي ونار حسنه
ما بين أحشائي لهيبها اتقد

لو كان قسيس النصارى شاهداً
شعلة خديك سواها ما عبد

صورك الحسن لدي قبلةً
صلى لها قلبي غراماً وسجد

فرحت في غرامه فرداً كما
بحسنه بين الورى قد إنفرد

حل عزى صبري في لواحظ
نفاثة السحر لقلبي بالعقد

سلطه الحسن علينا مذ علا
وفرته تاجاً من الشعر عقد

أقام جسمي غرضاً فمذ رمى
سهام عينيه سواي ما قصد

أن أينع الروض بخديه من
عذب لماه السلسبيل قد ورد

وعقرب الصدغ بروض خده
لمجتني الورد أقامها رصد

يبسم عن طلع منضد ومن
لا لبن ومن أقاح وبرد

لا البيض منضاة ولا سمر القنا
مشرعة تحكي له لحظاً وقد

ذا فعل ماضي لحظه في كدي
أمضى من العضب الجراز وأحد

إن جرحت عيني أديم خده
فقد تقاضى تارةً من الكيد

لو قابل الشمس فمنه خجلا
تسترت من الغمام في لبد

كالشمس نور وجهه لكنه
قد لاح للصب بدارة الأسد

كم أوعد الصب بلقياه فما
أنجز في وعد التلاقي ما وعد

يا ناكص الصدغ على الخد به
رسم دموعي فوق خدي المرد

وعاطل الجيد عن الحلي ومن
علن النضار قد تحلى بالجيد

وكاحل الطرف علام بالجفا
كحلت أجفاني عليك بالسهد

أمال منك الدل خوط بانةٍ
كالصعدة السمراء زانها الميد

ومالكي في مذهب الحب أرى
من جعفر المذهب أهداني الرشد

جد لنيل المكرمات فانتقى
لئالئ العلم ومن جد وجد

بجده وجده نال المنى
فساد كل الخلق في جد وجد

خلفك عنه يا مباريه فقد
أصبح عنك مالكاً أقصى الأمد

معوذاً بقل هو اللضه أحد
من شر كل حاسد إذا حسد

ثبت يدا حاسده وقد لوت
بجيده اللوماء حبل من مسد

لا عجب أن فاخر الخلق فمن
بحر العلوم علمه قد استمد

اقر عين المكرمات أمه
وقلما تقر عيناً في ولد

أصعده اللَه لأعلى رتبةٍ
لو رام أدناه الهلال ما صعد

قد ورث العلياء عن أكارمٍ
تسالموها بينهم يداً بيد

نماك للمجد الأثيل معشر
فلا يدانيهم إلى المجد أحد

يا أسرة المجد ضفت عليكم
مطارف ينسجها البشر جدد

فناؤكم لدى الوفود كعبةً
على سواها الوفد قط ما وفد

سحب أيادي فضلكم على الورى
تصوب لكن صوبها إلى الأبد

تخير اللَه علا محمد
خير عمادٍ لكم ومعتمد

فاستمسكوا منه بأقوى حجةٍ
تفحم في بيانها الخصم الألد

من قاسه في غيره علماً فقد
قاس ندى البحر المحيط بالثمد

وذو يراع درر العلم به
تنظمت من عبد ما كانت بدد

يراعة بالعلم قط قدها
فللعدا يشتمها قد وقد

تمسك الطرس بمسك لفظها
كأنها تكتب في مسك وند

قومها الفكر وكانت خوناً
لا عوجاً فيها ولا فيها أود

أيا مقيم راية العلم علاً
فذاك من عن نصرة الدين قعد

جريت للعلم جواداً وكبا
كما انتبهت للمعالي ورقد

مسالك العلم إذا ما درست
شرحت في الدين مسالكاً جدد

في علمك الناس سواء شرع فكل
صادٍ من معانيه ورد

دوموا بعيش ناعمٍ مقبل
مدى الزمان لم يدنسه أحد

مدرسة الكاظم قد أرخوا
أساسها على التقى والرشد