محضتك يا سليمان الودادا - ابراهيم الأسود

محضتك يا سليمان الودادا
وخذ هبة اذا شئت الفؤادا

وحسبي الاربعون مضت سنوها
بانك كنت لي فيها المرادا

تقاسمنا الولاء وما مللنا
ولم نشك القطيعة والبعادا

عرفتك اخلص الاصحاب حباً
واصدق من صحبتهم ودادا

عرفت لك البيان الحر يروى
بصيبه العواطف والبلادا

عرفت لك القصائد سائرات
وما عرفت زحافاً او سنادا

وان تجدب ربوع العلم يوماً
سقاها علمك الصافي العهادا

عرفتك ظاهراً حراً صريحاً
سديد الرأي لم تعد السدادا

وكم للفضل قد شيدت بيتاً
وكم اعليت للعليا عمادا

طويت على النزاهة نفس حر
وما تخذت سوى العلياء زادا

ولم تقلق لغير شقاء قوم
ونهضة يعرب ابداً وسادا

وفي الحلبات من نظم ونثر
شأوت السابقين بها طرادا

قوافيك الحسان تكاد فيها
اذا انشدتها تحيي الجمادا

ولم تعد القديم يروق حسناً
كما حوت الجديد المستجادا

ذهبت بضوء هذا الشعر فرداً
وقد خلفت للغير الرمادا