لبنان ايليا بحبك مولع - ابراهيم الأسود

لبنان ايليا بحبك مولع
وجنابه برياض فضلك ممرع

كنت السفير له الى البلد الذي
ابناؤه لسوى العلى لم يسرعوا

فيه رجال الدين نهج تقاهم
وهداهم في الناس نهج مهيع

حق السفارة قد قضيت بها كما
لك في الخطاب بها المجال الاوسع

لكأن برنابا بيوغوسلافيا
بدر ولكن بالمناقب يطلع

حمدت رعيته به قصد السرى
في حيث انوار الفضائل تسطع

ان يهد لبنان لبرنابا الوسام
وصدر برنابا له مستودع

ولانت للمهدي الامين وانما
المهدى اليه البطريرك الاروع

فكفاك ان اهداك خير مملك
مثلا له وذراك فيه الامنع

وكلاكما رمز التقى للامتين
وعنكما عرف التقى بتضوع

وكلاكما في الشرق والغرب اغتدى
بدراً له فلك السعادة مطلع

حيتك يوغوسلافيا وتكاد من
شغف تطير اليك منها الاضلع

جردت فيها من بيانك مرهفاً
هو من حدود المشرفية اقطع

فرحت بمقدمك السعيد بها بنو
الدنيا واحبار الكنيسة اجمع

واستقبلت باريس منك معظماً
آثاره كالزهر فيها تلمع

ولقيت من لافاك فيها حظوة
ما كان غيرك مثلها يتوقع

وظفرت منه بالذي ما لامرء
فيه ولا سامى الكواكب مطمع

يا سيداً بين الانام مقامه
لا يرتقى وصفاته لا تقرع

جمعت لديك المكرمات باسرها
واليك ينتسب الكمال وينزع

لك في البلاد مآثر مشكورة
لم يخل في لبنان منها موضع

اسمي ايليا النبي لقد غدت
منك الطهارة والتقى تتفرع

لك بين احبار البلاد مكانة
عليا وفي الدنيا المقام الارفع

عنا نأيت فاظلمت ارجاؤنا
وجبالنا قد اوشكت تتصدع

وغدا لبعدك كل قلب ذائباً
وجداً واضحى كل جفن يدمع

كم مهجة لنواك قد ذابت وكم
قلقت مضاجعنا وانت مودع

ولقد رجعت وكل وجه مشرق
بشراً وفي نور الصفا يتشعشع

واليك خف بنو البلاد جميعهم
والورق في الاغصان باتت تسجع

وبنوك قد وقفوا عليك قلوبهم
وبغير امرك كلهم لم يصدعوا