جلوت كزهر الروض في الناس أخلاقا - ابراهيم الأسود

جلوت كزهر الروض في الناس أخلاقا
فكم نبهت من معجب بك اشواقا

وكانت شفاءً للسقيم كما غدت
للمسوع افعى الهم في الدهر درياقا

لقد فقت يا عواد فيها بني الورى
كما فقتهم تقوى ونبلاً واعراقا

وليس عجيباً انتراهم بغبطة
يقيمون في ناديك للمدح اسواقا

فلله كم قلدتهم من صنائع
وكم منهم اثقلت بالجود اعناقا

وكم بالنهى داويت منهم معاضلا
كما بالندى الفياض داويت املاقا

وكم لك يا مولاي سابغ نعمةٍ
عليَّ بها رحب المدائح قد ضاقا

والبستني طوقاً من الفخر حالياً
كما لبست ورق الحمائم اطواقا

ولولاك لم تسفر وجوه مطالبي
ولا كان بندي في سما المجد خفاقا

وما زلت من خمس وخمسين حجةً
ازف اليك الحمد نصاً وإعناقا

ارى بدر آمالي بوجهك طالعاً
فالمح فيه ثاني البدر اشراقا

فكم كنت افدي دون ما شئت مهجتي
وابذله في حفظ عهد اعلاقا

فخذلك من آيات مدحي على الذي
يدين به قلبي بحبك ميثاقا

وخذني رقيقاً مخلصاً ليس يبتغي
من الرق يا عواد ما عاش اعتاقا

ليهنك عيد البس الدهر بهجة
وانعش اقطاراً شذاه وآفاقا

رأينا به للسعد ايمن طالع
وفضلك زخاراً وجودك دفاقا

وكفك ما انفكت عزالي عطائها
تفيض على العارفين بذلاً وانفاقا

ولا زلت تجري مدركا كل غاية
من المجد خفاق الذوائب سباقا