إن المنيةِ أمهلتك عتاهي - إبراهيم بن المهدي

إن المنيةِ أمهلتك عتاهي
والموتُ لا يسهو وقلبكَ ساهي

يا ويح ذا البشر الضعيف أما له
عن غيه قبل الممات تناهي

وكلت بالدنيا تبكيها وتن
دبها وأنت عن القيامةِ لاهي

العيشُ حلوٌ والمنونُ مريرةٌ
والدارُ دارُ تفاخرٍ وتباه

فاجعل لنفسك دونها شغلاً ولا
تتجاهلنَّ لها فإنكَ داهي

لا يعجبنكَ أن يقالَ مفوهٌ
حسنُ البلاغةِ أو عريضُ الجاهِ

أصلح فساداً من سريرتك التي
تلهو بها وارهب مقامَ اللهِ

ما الزهدُ من رجلٍ ألدَّ مكذبٍ
بالبعثِ غيرَ ضلالةٍ وسفاهِ

وأرى المقالةَ غيرَ صالحةٍ وإن
أظهرتَ غيرَ مقالةِ الأواهِ

إني رأيتكَ مظهراً لزهادةٍ
نحتاجُ منكَ لها إلى أشباه

إن كان لبسُ الصوفِ حجتكَ التي
تدعو النجاةَ فإنني لك ناهي

ما في بديكَ من اللباسِ إذا غوت
منك السريرةُ غيرَ حبلٍ واهي

لا شيَء يقبلُ منك إلا ما به
حكمت عليكَ نواطقُ الأفواهِ

والأمر بعدُ عليكَ ويحكَ واسعٌ
ما لم تسو إلهنا بآلهِ