ورقاء العراق - باكزه أمين خاكي

في وداع أستاذتي عاتكة وهبي الخزرجي

*

استاذتي تلك السنون مررن بي
طيفا يحلق للعلا بسماكِ

يا حسنها با سحرها من فترة
كانت تضيء ظلامها نجواكِ

علمتنا لغة البيان ولم تكن
لغة البيان يسيرة لولاكِ

هذي الدروس قليلة في عمرها
فنفوسنا ظمأي لري جناكِ

باريس.. ورقاء العراق توجهت
في الجو ظامئة لورد صفاكِ

قد ودعتها دجلة ُحيري وكم
في موجها من ضاحك أو باكِ

تبكي ولو نفع الأنين لأرسلت
في الجو أنة قلبها المشتاكِ

ونحن ما جدوي الحنين وهذه
صورٌ النوي باحت بها عيناكِ

رحماك شاعرة العراق فهذه
لغة ُالبيان تضيق عن معناكِ

ذي لحظة التوديع لم تترك سوي
ذكري يعطرها الوفا بشذاكِ

ذكري لعهد كنت فيه منارنا
ما أظلم الدنيا بلا ذكراكِ

ذكري الأخوة والأخوة لم تزل
ريانة نشوي بنفس وفاكِ

ذكراك تبعث في النفوس رنينها
ما يفعل الناقوس بالنسّاكِ

سيري فمسعاك الجميل يصونه
رب ٌ أحاط بحفظه مسعاكِ

فالنأي نرضاه علي آلامه
إذ أن في النأي الطويل علاكِ

فتياتك اللآتي اجتمعن تصاعدت
دعواتها كي تبلغي مرماكِ

وتظل ترقب ساعة رفافة
فيها تُنار ربوعنا بسناكِ

فلأنت في هذه الربوع فخارها
كالشمس ساطعة علي الأفلاكِ

ولأنت في دنيا الكمال فريدة
بل أنت شاعرة بثوب ملاكِ