على الرابية - بدر شاكر السياب

وحيدا هناك على الرابية
جلست أبث الدجى ما بيه

أعدد أيامي الذاهبات
فأبكي لأيامي الباقية

و جددت الحزن لي دمعة
محيرة بين أهدابية

عرفت بها قصتي في الحياة
و تضليل روحي و آمالية

لها بين عيني و بين الثرى
مسيل على زجنة ذاوية

فلي مثلها سفرة في غد
و لي مثلها قصة دامية

شكوت إلى الليل جور الح
اة فارتد يشكو أذاها ليه

فقال و إني أسير و تلك
النجوم المضيئات أغلاليه

فقلت و روحي بذل الأسار
رمتها قوى الجسد العاتية

فما خفقات فؤادي سوى
رنين سلاسلها القاسية

شكوت إلى الليل جور الغرام
فأرسل آهاته الباكية

فقال و أني أحب النهار
و يعشق أطرافي الساجيه

كلانا يفتش عن إلفه
و كل تفرق في ناحية

فقلت و في القلب من حبه
نواظر تحلم بالراعية

قسيمي بما أشتكيه الدجى
فهيهات أن أشتكى ثانية

و مرت على و جنتي الصبا
مكفكفة أدمعي الجارية