همسك الهاني - بدر شاكر السياب

خيالك أضحى لابسا من فؤاديا
رداء موشى بالرؤى البيض حاليا

و كنت كذاك الطائر الخادع الذي
يراه رعاة البهم في المرج هاويا

فيعدون بين العشب و الزهر نحوه
و إن رعاة قاربوه طار جذلان شاديا

فما زال في إسفافه و انطلاقه
فلا هو بالنائي و لا كان دانيا

و ما زال يلهي راعيا عن قطيعه
و مزماره حتى يضل المساريا

و إنك قد أشغلتني صانك الهوى
عن الشعر لما أن تبعتك راضيا

و إن على مرآة شعري سحابة
لأنفاسك الولهى تغشى المرائيا

و إن رغب الروح انطلاقا أعاقه
صدى روحك الرخو الجناحين داعيا

و همسك ألهاني فما بت سامعا
لحون إله الشر أو بت واعيا

و قيثارتي ما شأنها و أناملي
بشعرك باتت عابثات لواهيا

ألا يتسنى يا ابنة الحب ساعة
لروحي أن ترقى النهود العواريا

فتلمح من عليائها أفق فتنة
يوافيه إشعاع من الحب زاهيا

سأهتف بالأشعار إما رأيته
و أستقبل الإلهام سهلا مواتيا

متى حومت في أفق ثغرك قبلة
يصعدها ثغري فقد زال ما بيا

و عدت لرب الشعر جذلان سامعا
حفيف جناحيه ينادي خياليا