على الشاطيء - بدر شاكر السياب

بين رفات أحلامي التي تكسرت أجنحتها و أحرقتها نار الخيبة و بين ضباب من الأوهام من الأوهام يكتنفني ووسط سكون رهيب لا يعكره إلا أنات قلبي الجريح جلست على الشاطيء أترقب عودتك و لكن ... هيهات

على الشاطيء أحلامي
طواها الموج يا حب

و في حلكة أيامي
غذا نجم الهوى يخبو

عزاء قلبي الدامي

و ذا الفجر بأنواره
رمى الليل و أطيافه

شذا الطير بأوكاره
و هز الورد أعطافه

و في غمرة أوهامي

و في يقظة آلامي

بكى محبوبه القلب

عزاء قلبي الدامي

و عن بعد سرى زورق
فهل فيه التي أهوى

و ذا قلبي جوى يحرق
عسى أن يجد السلوى

و من آهات أنغامي

أتتني رمية الرامي

مضى الزورق يا رب

عزاء قلبي الدامي

و في موكب أحلامي
تسير الشمس للغرب

فيشكو فلبي الظامي
إليها لوعة الحب

فيا ربه إلهامي

و يا تسبيح أيامي

لك القلب مضى يصبو

فردي بعض أحلامي

تقضي الليل فالفجر
و لكن هل أتت هند

خلا من طيفها النهر
فأين الحب و العهد

سدى قضيت أعوامي

على شطآن أوهامي

و لا صفو و لا قرب

فردي بعض أحلامي