أقبل الشعب ثائراً فاستهانا - إبراهيم الأسطى

أقبل الشعب ثائراً فاستهانا
بالمنايا ولا يلاقي الهوانا

غضب الشعب حين قال حليف
بعد عامين نرجع الطليانا

هب كالسيل لا السدود استطاعت
وقف تياره فجاز المكانا

يرفض القول بالفعال فكانت
ثورة الحق عنده البرهانا

أعلن الشعب سخطه لاتفاق
بين أحلافنا وبين عدانا

عجبا للزمان صار عدو الأمس
خلا وخل أمس مهانا

هكذا الانجليز لا عهد يرعون
ولا ذمة ولا أيمانا

قد تناسوا صراعنا ثلث قرن
في دفاع مروع عن حمانا

فاشترينا الخلاص بالثمن الغالي
لأن الخلاص جل منانا

ودفعنا النقود حمرا فكانت
ليس إلا أرواحنا ودمانا

إننا نأخذ الحقوق اقتدارا
من ترى نال حقه إحسانا

هزت الكل ثورة الشعب حتى
غير الجل رأيه وتوانى

قرر الشعب في وضوح وحزم
أنه اليوم أعلن العصيانا

ثم يأتي من بعد هذا جهاد
لا نبالي لو أنه أفنانا

وإذا لم يكن من الموت يد
فمن العجز أن تكون جبانا

غضبة الأسد في العرين أعادت
للعقول الصواب والاتزان

عندما صوت الكثير على المشروع
رفضا تغيرت ألوانا

بعضهم واجم وبعض طروب
قال مرحى وصفق استحسانا

ورسول الحليف قد هز كتفيه
كأن اقتراحه ما كانا

كاد يبكي على المصير وللتمساح
دمع يحرك الأشجانا

إن عهد الرقيق يا جون ولى
لا تخادع ولا تكن غلطانا

إن أمر المصير قرره الشعب
جهارا وإن أردت بيانا

ليبيا شاءت أن تستقل سواء
عارض الغير حقها أم أعانا