أنت سر حلّ في روحي - إبراهيم الأسطى

أنت سر حل في رو
حي وجسمي وخيالي

أنت نور شع في عي
ني وسمعي ومقالي

أنت من يدري تحك
كمت لرشدي أو ضلالي

أنت من أنت أجيبي
أنت عن هذا السؤال

أنا في الجو وفي الدو
ح أغاريد الطيور

وأنا لي الروض ألوا
ن وعطر في الزهور

وأنا في النهر ترجي
ع لموسيقى الخرير

وأنا في الشعر تحري
ك لأوتار الشعور

يا ترى من أنت هل
أنت جمال في الفنون

أم ترى أنت خيال الش
شاعر الصب الحزين

أم ترى أنت سمو ال
فكر للحق المبين

من ترى أنت أبيني
واكشفي عني ظنوني

أنا ما زلت من الإن
سان سرا للحياة

لا يراني غير هاتي
ك الطيور الصادحات

همها التغريد في الأف
واح أو في النائبات

أنا رمز الله سل
عني العيون الناعسات

آه قد أدركت سر ال
حسن في ورد الخدود

وارتفاع الصدر مز
هوا برمان النهود

وخضوع القلب للمح
بوب من غير قيود

هو ما أورثنا دا
ر الفنا بعد الخلود

قمت من نومي مذ
عورا على صوت ينادي

يا إلهي من ترى ه
ذا الذي قض رقادي

ما الذي يرجوه مني
من ضلال أو رشاد

وأنا أعمى وسيري
فوق أشواك القتاد

وتجلى الصوت في سم
عي غريب النبرات

جاء من فوقي ومن تح
تي ومن كل الجهات

فيه لطف فيه عنف
فيه حزم وأناة

قال هب نفسك ميتا
ثم قل لي ما الحياة

قلت آلام وأحزا
ن ويأس وشرور

وشقاء وضلال
وجنون وغرور

وأكاذيب وظلم
وسخافات وزور

وختام الفصل لا أد
ري إلى أين المصير

قال كن من شئت علما
ثم قل لي ما الوجود

أين كان السر مدفو
نا أفي طي اللحود

أم بقاع البحر أم بال
جو أم بين الرعود

أم وراء النجم أم في
لهب الشمس وقود

قلت لا تسأل عن السر
ر فقد أعيا الأنام

كم حكيم حار فيه
لم ينل منه مرام

وأراد الله أن نب
قى حيارى في الظلام

وسيبقى السر مكتو
ما إلى يوم الزحام

قال هب نفسك عفري
تا من الجن قدير

وتوارى عن عيون الن
ناس وأسبح في الأثير

باحثا في عالم الأر
واح عن ضوء يثير

ظلمة السر لي وقل
هل لروحي من ظهور

قلت من لي وأنا في
قفص الجسم رهين

بخلاص من قيود
وشكوك وظنون

ليت للتحليل في الإن
سان مفعولا مكين

يفرز الروح عن الجس
م لنا قبل المنون

آه إن الجسم والرو
ح مزيج لا أراه

قابلا للحل إلا
بمساحيق الإله

وهي سر المهنة الكب
رى توارى عن سواه

ليراه الخلق بالعج
ز إلها في علاه