بنغازي - راشد الزبير السنوسي

هواك الذي لم تسعه العيونْ
وحبك ناء به العاشقونْ

أيا قطعةً من جنان السماء
سقتها الهوى، وحبتها الفتون

أحبك ما رف بين الضلوع
حنينٌ لماضيك يحني الجبين

فأنت الجمال ، ومنك الإباء
وحولك قد درَج الخالدون

وأرضك تاريخها في الكفاح
ملاحم سطرها الظافرون

نسيجًا من البذل و المكرمات
ومجدًا يتيه على العالمين

بني غازي يا لك من غادة
تحدت على الدهر ظلم السنين

تنام تهدهدها الموحيات
وتسري بأحلامها في سكون

وتصحو فيحضنها البحر شوقًا
وفي موجه لحن حب دفين

ويسري لآفاقها البدر حتى
يمني هواه بقلب حنون

وعطر تعلق في نسمة
سرت في الفويهات بالياسمين

فقل للتي بادلتني الحديث
رقيقًا كترنيم طير حزين

رويدك يا حلوتي فالقلوب
لكم خفقها رغم ما تنكرين

وكم كابدت من عتاب الصحاب
وقد هجرت فيكم الأقربين

ولكنني لست أنسى البلاد
فحبي لها فوق ما تعلمين

فلا تجرحي شاعرًا في هواه
لكي لا يريك الذي تنكرين

وإن كان سَوّاك يا من أحب
بأرض نمته فعز مكين