العقم والأصداء - علي الفزاني

من ألف عام يا أخي وقبضة الصّدى تدق
أبواب قلعة الزمان
وتلعق الخُواء والفراغ والقلق
من صمتنا المكفن المحنَّط الوديع
وكنت كاذباً على الأطلال أهرق الدموع
وأنثني مع الفصول أغمز الربيع
بلفظة مشلولة الحروف والمِداد
بهمسة تدثَّرت بالزيف والحداد
وعندما أتى الشِّتاء بتُّ في الصَّقيع
غرقت في مستنقع الصَّديد والنجيع
***
الساعة الحمقاء في الميدان تعلن
(القرن مرَّ سيِّدي، لمن تدندن ؟)
الكأس، جفِّ في يديَّ.. آه
كلُّ الذي بقى من بسمتي على الأفواه
الجوع أو أحزاننا الكئيبة الشِّفاه
***
موصدة أبوابها يا أيها المساء
(لمن تدق هذه الأجراس) والأصداء
لمن تذل هذه الرقاب والجباه
للريح، للفراغ، للضيَّاع والخواء
***
النَّاقة العرجاء ماتت سيِّدي
وهذه الرسوم والأطلال
نست حكاية الهوى، أصابها الملال
وعاد ساعي البريد يسرد الأخبار
(عشرون عاماً، والتَّتار)
ما رحلوا.. والعار لم يزل على الجباه عار،
لمن تدندن الأوتار؟
أو تقرع الأصداء قلعة الأحجار
لمن؟ لمن يا سيِّدي، يا سادتي
الكبار؟