بكور - محمد فاضل

إن بالسفح تحت تلك الشعاب
ألف معنى وألف ألف كتاب

يقرأ الصبح ما تيسر منها
في خشوع وهدأة وانسياب

كل معنى يطاول الدهر قدما
يلهب الروح بين قر الظراب

كل معنى مسوم ، كخيول
تركل النقع ، تختفي في اليباب

*

يقر أ الصبح كل شعر حلال
أو حرام مثقَّلٍ بالرغاب

لا يبالي برأي أي دعي :
يخطف الشعر تحت وقع الحراب

يقرن الشعر بالصواب ، وحقا
ليس هم القصيد طرق الصواب

يلزم الشعر بالحجاب ، وعمري
إن شأو القصيد هتك الحجاب

*

يفحش الشعر حين تنفث فيه
أعينُ الناس شرها باقتراب

*

إن للصبح وقدة وفتونا
تأسر النفس قبل رد الجواب

رابني الأمر حين ألقى بروعي
وحيه الصبح ثم زال ارتيابي

أدرك الآن كل بوح خفيّ
بين تلك السهوب أو بالشعاب

أدرك الآن أن سيبقى فريدا
ذلك السر في جرار الخوابي

لن تبوح السهوب بالسر يوما
فهو سر الحياة ، لب اللباب

وهو إن ذاع يعجز الناس فهما
وابتدارا إلى لحون الخطاب

يعجز الكل فهمه ، فهو غيب
وانسياب إلى سواء العجاب

سوف يبقى على الأنام عسيرا
ويسيرا مجلدا بالصعاب

*

أشغل الناس شغلها وقديما
كان للناس شاغل من سراب