غبار - أحمد كمال زكي

سَأبقَى صَرِيْعاً
على بَابِ هيكلكِ الطَّوْطَمِيْ
و أسْكُبُ في مَاءِ عَيْنَيْكِ شَوْقِي
و تَوْقِي.
عَلامَ التنفسُ..
إذا كُنتُ أبقى بدونكِ يوماً ؟
علامَ انسحالِيَ شوقاً و عشقًا
لقلبٍ تَرَبَّى على الهجرِ دومًا ؟
و كيف – اصدُقيني – سأرسمُ في الأفقِ حُلمًا قشيبًا
و قلبي.. خَرَابٌ.
و روحي.. خَرَابٌ.
و عمري.. خَرَابٌ.
و كلُّ المآقي التي سيَّجتني.. سَرَابٌ،
سَرَابْ !
* * *
أنا في فؤادي
أقبعُ بين الطُّلولِ..
و أنتِ..
على قمةِ الوقتِ تصعدُ روحُكِ
و تسكُبُ في قيظِ عمريَ
حُمَمًا
و تغرسُ في ظهريَ النَّصلَ حتى الثُّمَالَةْ.
لماذا الحنانُ يصيرُ ذئابا ؟
و في لوعةِ الفقدِ أبقى
و أبقى بلوعةِ فَقْدِيْ
سَرَابَا !
* * *
أُناديكِ لكنَّ صَوْتِيَ يَهْوِيْ
و يَهْوِيْ ببحرِ عيونِكِ.. كلُّ اندهاشي.
أحبُّكِ حتى التلاشِيْ..
و أنتِ بقلبِكِ يعلو غبارٌ
و تَخْمِشُ وجهَ البراءةِ فيكِ الهمومُ.
لماذا الهروبُ يُعربِدُ فيكِ ؟
و يرسمُ في قاعِ عينيكِ توقًا
لقلبٍ أحبَّكِ حتى تَدَلَّهْ
و حين استجابَ لبوحِ العيونِ
طَعَنْتِ المآقيَ بالاندهاشْ.
حرامٌ عليكِ
دعيني أبدِّدْ هذا الغبارْ
و أرسمُ في حُزنِ عينيكِ فَرْحًا بهيَّا
فقبلَكِ لمْ تهوَ رُوحيَ رُوحَا
و لم يَهْوَ عقليَ قبلكِ عقلا.
دعيني أُجرِّبْ
و لا تبخلي حتى بالتجربةْ
فأنتِ التي حرَّكتْ أبحُرِيْ
و أنتِ التي أدخلتني الحياةْ
و أنتِ التي ألقيتِ القلبَ في المَعْمَعَةْ
و لم أعرفِ العشقَ قبلَ عشقتُكْ
و لم أعرفِ الحبَّ قبلَ رأيتُكْ
و لم تُبْكِنِيْ قَبْلَ أنتِ امرَأةْ !