موت شاعر - بلند الحيدري

أسلم الرأس لكفيه خذولا
وتمطت بازدراء
شفتاه
خفقت بسمته دنيا أسى
كنهار شرب الغيم سناه
هزأ القرطاس من أقراطه
مذ رأى الحيرة تودي برجاه
مذ رأى أجفانه مخمورة
بلحون
لم ترها الشفاه
عصرتها مهجة خفاقة لتروّي
بدماها مبتغاه
رام أن يبصرها في أحرف صدقت وعدا
وما خانت هواه
رامها طير حبيبا علقت
بجناحيه نشيدا كبرياه
… خانه الحرف وها … أحلامه
قد ذوت مخذولة
فوق لماه
ومضى يستعطف الكأس فما
أنقذته
من دياجير دجاه
جمدت أنظاره في خمرها
وتلظى في الحواشي محجراه
*
بزغ الفجر وقد مدّ تليلا
فرح النور
رقيقا من ضياه
فرأى شاعرنا مستلقيا
فوق دنيا
من خيالات رؤاه
كان في عينيه سطر للمنى … فمشى
الموت عليه فمحاه
وإذا بالشاعر الغريد جسم
متلاش
لا حراك في قواه
ورأى الكأس حطاما نثرت
بين كفيه وغاصت في دماه
وسكونا
مثقل الصدر جهوما
يتخطى عالما جل أساه
ورأى فيما رأى
أحلامه
قد هوت تعبى وما حاذت ذراه
ورأى فيما رأى
أسفاره
كقبور جثمت تحت كواه
طيها أبلى شبابا يافعا
شرب الموت
و أسقاها الحياة
*
أيها الجرح الذي كنا به
مدية لم تدر ما طعم دماه
كيف أصبحت نشيدا خالدا
ليست الدنيا سوى بعض صداه