الخطوة الضائعة - بلند الحيدري

كان الشتاء يجر أرصفة المحطه
وتموء عاصفة كقطه
وعلى الطريق
يهتز فانوس عتيق
فيهز قريتنا الضنينه
ماذا سأفعل في المدينه … ؟
وسألتني :
ماذا ستفعل في المدينه … ! ؟
ستضيع خطوتك الغبية في شوارعها
الكبيرة
ولسوف تسحقك الازقات الضريرة
ولسوف
ينمو الليل في أعماقك الصماء أملا حزينه
ماذا ستفعل في الـ ……
وبلا صديق
لا …
ليس في تلك المدينه من صديق
وضحكت مني
وهزئت مني
وظللت انتظر القطار الى المدينه
ومضيت عني
ومضيت عنك
ومن خلال زجاج نافذة القطار
مرت قرى
تطفو
وترسب في الرمال وكنت انتظر النهار
مع المدينه
*
مرت سنون كبرت بعيني الليالي السود والتهبت
غيومك يا دجون
فلمن أعود … !
لقريتي
او للشتاء يحز أرصفة المحطة
او للفوانيس الصغار تهز قريتنا الضنينه
او للنساء المائتات من الحياء
لا …
لن أعود …
لمن أعود وقرتي أمست مدينه
في كل منعطف ضياء
في كل زاوية ضياء
في كل مرمى خطوة ضوء لمصباح جديد
سيصيح بي :
_ ماذا تريد … ؟ ماذا تريد
يا أيها الظل الشريد
ماذا تريد … ؟
لا شيء يعرفني هنا
لا شيء اعرفه هنا
لا شيء اذكره ولا أشياء تذكرني …
هنا
ساجر خطوتي الصغيرة في شوارعها
الكبيرة
ولسوف تسحقني الأزقات الضريرة
لا …
لن أعود لمن أعود
فقريتي أمست … مدينه
أمست مدينه