لا تغيبي - جمال مرسي

سألتُكَ باللهِ ألا تَغِيبِي
فَتَجنَحَ شَمسُ الضُّحى للمَغِيبِ

و بالحُبِّ جددتُ عهدَ الوفاءِ
و قُلتُ فداؤكِ كلُّ حبيبِ

أيا صبرُ زِدنِي مِن الصَّبرِ إنِّي
قَتيلُ التي أَجَّجَت لِي لَهِيبِي

غيابُكِ غَيَّرَ لَونَ فُصُولِي
فَأَذوَى غُصُونِي و بَعثَرَ طِيبِي

فما عُدتُ أسمعُ يا نبضَ قَلبِي
لِصَدرِي سِوى زَفرَةٍ مِن وَجِيبِ

أراكِ كما أنتِ غُصناً نَدِيّاً
تُداعِبُهُ هَمسَةُ العَندَليبِ

و عُصفورةً في رِياضِ فُؤادِي
تُغَنِّي لقلبي بِلَحنٍ طَرُوبِ

أَغُوصُ ببحرِكِ أقطفُ دُرّاً
فأغرقُ في ذا الخِضَمِّ الرَّهِيبِ

أَعُودُ لِعَينَيكِ أرجو النجاةَ
فأنتِ شِراعِي و أنتِ طَبِيبِي

فأغرقُ أغرقُ في مُقلَتَيكِ
و أَدهَشُ مِن ذا الجمالِ العَجِيبِ

لماذا تَلُومِينَ نَفسَكِ ، إني
أراكِ بعينِ الحبيبِ القريبِ

و قَلبُكِ يَسكُنُنِي من زمانٍ
سَلِي النَّهرَ ثُمَّ أَجِيبِي ، أَجِيبِي

و قَفَّازُكِ الجَمرُ فِي رَاحَتَيَّا
أَذُوبُ ، أَأَنتِ بِهِ لَم تَذُوبِي ؟

أُحِبُّكِ يا أنتِ مهما تَبَدَّى
مِن الشَّكِّ في قَلبِكِ المُستَرِيبِِ

فَعُودِي .. و عينيك .. لا تَهجُرِينِي
فَعَيشِِي بِدُونِكِ عَيشُ الغَرِيبِ

و ما مِن سَبِيلٍ سوِى نَبضُ قَلبِي
إِلَيهِ تَعُودِينَ ، ما مِن هُرُوبِ