قدمت اعتذاري - جمال مرسي

بريدُكَ جاءني بعد انتظارِ
فأجج في الضلوع عظيم نارِ

و كاد لفرط فرحتهِ فؤادي
يطير معانقاً شمسَ النهارِ

شممتُكِ فيهِ عطراً سرمدياً
زكا فانساب في أُفق المدارِ

و خِلتُكِ فيهِ بدراً قد تراءى
لعيني في رداءٍ من نُضارِ

يحدثني حديثاً مستفيضاً
عن الأشواق من خلف الستارِ

ويسكب في الخطاب سنينَ عمرٍ
أضعنا في اشتياقٍ واصطبارِ

أتاني يا ابنة العمرينِ غيثاً
ندياً بعد جدبٍ و افتقارِ

و فوق غلافِهِ خطٌ جميلٌ
تلألأ .. يا حبيبة .. كالدراري

هو الإبداعُ ، قد صاغته يُمنى
حبيبي ، بافتنانٍ و اقتدار

تخطُّ بهِ الحروفَ و قد تلاقت
لتبدأَ بينها لغة الحوارِ

كأن الحرفَ يشكو ما يعاني
لصاحبهِ ، وينطقُ ، لا يُداري

تلاقينا على المظروفِ رسماً
و عزَّ لقاؤنا .. يوماً .. بداري

كأن الهجرَ مكتوبٌ علينا
فلم يشأ اللقا غيرُ الإطارِ

***

فتحت الظرفَ والنبضاتُ تعلو
بصدري و الجوى يُذكي أواري

وعيني تخلس النظرات ، تهفو
لأسطرها ، و تنظر بانبهار

فما وَجَدَتْ سوى سطرٍ يتيمٍ
( يقولُ : إليكَ قدمتُ اعتذاري )