سمراء - جمال مرسي

لا لن أقولَ أيا حبيبُ وداعا
سأقولُ قربكَ خفََّفَ الأوجاعا

فلقد ملأتَ بفيضِ حبكَ خافقي
فاملأ بها يا مهجتي اْلأسماعا

سمراءُ يا نهراً تفجّر في دمي
ما كنتُ بالرجلِ الردئِ طباعا

ليْ في الحياة مبادئٌ ما بِعْتُها
أبداً ، و غيري بالدنيَّة باعا

نطقت بحبكِ كلُّ كل جوارحي
فرأيتُ قلبي للهوى مُنصاعا

أفَكنتُ أكتم ما ثوى في خافقي
و الحبُّ عطرٌ في فؤاديَ ضاعا

من يحجب القمرَ المنيرَ بليلةٍ
يا نجمةً في الأفْقِ، ضلَّ و ضاعا

و لقد هُديتُ بنور حبكِ في الدجى
و قلبتُ حين عشقتُكِ الأوضاعا

الليلُ أصبح لي نهاراً ، و الضُّحى
كجمالِ روحك ساكَنَ الأضلاعا

و رأيتُ وجهَكِ في زهورِ حديقتي
كالصبحِ ، لكنْ قد بدا ملتاعا

و شممتُ عطرَكِ في فضاءِ تَخَيُّلي
فعرفتُ سِرَّك ِ حين بُحتِ فذاعا

يا من سكنتِِ صروحَ قلبي ، لم أكن
إلا بقلبكِ طامحاً طماعا

لكنهُ جيشُ الغرامِ و قد غزا
قلبي فأحدث ضجةً و صراعا

ما كنتُ أسطيعُ الدفاعَ ، و طالما
كنتُ المنيعَ صلابةً و دفاعا