حكايتها - جمال مرسي

أَوْمَأَتْ ذاتُ العيونِ الساحره
بشفاهٍ ولحاظٍ فاتره

وَ تَثَنَّت مثلما الغصنِ على
وقعِ دقَّاتِ الفؤادِ الثائره

صوّبت للقلبِ سهماً نافذاً
يا لقلبي من سهام الماكره

و مضَتْ كالحُلْمِِ ، ما حقَّقَهُ
حالمٌ في الناس ، أو كالخاطره

أغرقتني في بُحَيْراتِ المُنى
و اعتلت بالمكرِ عرشَ الذاكره

لم تدعْ لي من بقايا مُهجتي
غيرَ أنفاسٍ و عينٍ ساهره

وخيولٍ طالما أرسلْتُها
خلفها عدْواً فعادتْ خاسره

قلتُ : يا أنتِ فهل مِن لحظةٍ
حُلوةٍ ، أروي غليلَ الهاجره

علّني يا بنتَ أنفاس الرُّبى
أجتني منكِ الثمارَ الناضره

و أطوفُ الروضةَ الغنّاءَ ، لا
أنتأي عنها ونفسي حائره

فلقد أوقعتِنِي في العشقِ يا
زهرةً في الحُسْنِ كانت نادره

نَظَرَتْ نحوي بطرْفٍ فاترٍ
و مَضَتْ دون اكتراثٍ سائره

قلتُ من هذي ، أجب يا عالماً
بالأزاهيرِ الحِسانِ الزاهره

قالَ و الحزنُ على سحنتِهِ
هذه دنيا غرورٍ غادره

خدعتكم يا بني جنسي بما
لبستهُ من ثيابٍ فاخره

قلتُ : ما أبصرتُ حُسناً مثلها
قال فاعملْ جاهداً للآخره