صراعات نفس - جمال مرسي

أعاني من عذابات الليالي
إذا ما مرَّ طيفٌ أو بدا لي

و كان الطيف يحمل بعض رسمٍ
لماضٍ فيهِ فاتنة الجمالِ

تفيضُ عذوبةً كمياهِ بحرٍ
تحلّى بالجواهرِ و اللآلي

و شقَّ طريقَهُ بشغافِ قلبي
كسهمٍ صوَّبتْهُ يدُ المحالِ

فلم تُخطئْ فؤادي ما رمتهُ
و لم تبرح منامي أو خيالي

ألا يا أيها القلبُ المُعنَّى
لقد نفد اصطباري و احتمالي

عهدتك في إبائك مثل بحرٍ
و في الإخلاصِ كالشُّمِّ العوالي

و لكن هل من الإنصافِ أني
أصون عهودَ من وَأدَتْ وصالي

و شادَتْ فوقَ أشلائي قصوراً
من الأوهامِ ، و اغتالت سؤالي

فَكُنْ لي يا فؤادي أنت مني
و لستَ لها و إن جالت ببالي

كلانا مثل طيرٍ في سماءٍ
تسامى فوق طيفٍ أو خيالِ

فَعِشْ للخيرِ إنَّ الخير أبقى
و ذكرُ اللهِ أدعى بانشغالي

و حُبٌّ غير حبِّ اللهِ فانٍ
و إن زانتْهُ نجماتُ الليالي