حكاية بنت اسمها سمر - جمال مرسي

نامي وقَرِّي يا سَمَرْ
يكفيكِ حزنٌ أو سهرْ
.. يكفيكِ دمعٌ أو بكاءٌ
أو صراخٌ أو ضجرْ
نامي وقرِّي كالقمــرْ
نامي فقد زال الخطرْ
***
.. نامي ، وفي جفنيكِ يغفو
هادئاً حُلمُ الصغارْ
.. نامي وفي كفيكِ تزهو
وردتانِ معَ اْنتصارْ
..وعلى الجبينِ اْختال في
أثوابـهِ ضـوءُ النهـارْ
.. وعلى شفـاهِـكِ جـُمـلةٌ
ماتت وجزءٌ من حوارْ
، نامي بلا خوفٍ
، بلا خجلٍ
بـلا أيِّ انكسارْ
***
.. نامي فإنَّ الغاصبينَ
، صفاءَ بنتٍ كالقمـرْ
.. المرتدينَ ثيابَ إنسانٍ
... و هُم ذئبٌ غَدَرْ
ولُّوا جميـعـاً يا سمـرْ
لم يبقَ منهم من أثرْ
***
... قُصِّي حكـايةَ طفلةٍ
لبست جلابيبَ الوقارْ
.. قالت لها الأمُّ اشتري
حلوى وألعاب الصغارْ
.. قولي لنا كم كنتِ في
أوجِ انـشــراحٍ وانبـهــارْ
.. وبراءةُ الأطفالِ تبرقُ
في المحيّا كالنُضارْ
***
.. ثم انبرى يا للقـــــدرْ
لكِ ذئبهم في المنحدرْ
..واغتالَ عِفَّةَ طفلةٍ
سكبت دموعاً كالمطرْ
.. لم يشفعِ الدمعُ الغزيرُ
لدى جبانٍ محتقرْ
.. شرِبَ الدموعَ
وسوف يشْربُ نخبَ نزوتهِ سَقَرْ
***
.. قُصِّي علينا
يا اْبنةَ( الخمسِ )الحكايةَ باقتدارْ
.. يا برعماً لم يكتملْ
والروضُ حولكِ في ازدهارْ
.. قولي لنا ما الحلُّ
إنَّا في ذهولٍ وانكسارْ
.. كيف الخلاصُ من الذئابِ
وقد عَوَتْ وضْحَ النهارْ
.. وكأنَّها في خِسَّةٍ
تزهو بفوزٍ وانتصارْ
.. هيهاتَ ينتصرُ الذي
باعَ الفضيلةَ والوقارْ
***
.. رُحماك ربِّي
قد قضيتَ اليومَ أمراً قد قُدِرْ
.. جفَّت دموعُ صغيرتي
سكنت وقد شخصَ البصرْ
.. وسمعتُ هاتفها يقولُ
اليومَ قد ماتت سمرْ
.. ماتت ولكنْ روحها
في دار خلدٍ تنتظرْ