لا غروَ أن أحببتها - جمال مرسي

" مهداة لزوجتي رفيقة الدرب الطويل "

ما للطيورِ اليوم زادَ غناؤها
و ذخائرُ الروْضاتِ فاحَ أريجُها

ما للغصونِ تمايلَتْ مسرورةً
و تجمَّلَت في خِدرِها أوراقُها

ما للبحارِ ترنَّحَت في سكرةٍ
و تراقَصَتْ في نشوةٍ أمواجُها

فكأنَّها شرِبت شعاعَ الشمسِ ، أو
نامت بأحضانِ الرمالِ مياهُها

و سألتُ نفسي علّني أحظى بما
شغلَ الفؤادَ ، سألتُها ما علمُها

فتَبَسَّمَتْ و البِشْرُ في نظراتها
اليوم عشرٌ قد مضت أيامُها

و عجبتُ لمّا عاتَبَتْ : أنسيتها ؟
كلاّ و ربّي ، كيف ليْ نسيانُها

و القلبُ يحيا ذاكراً عهدَ الهوى
من نبضِها لمّا شَدَت نبضاتُها

عشرٌ مَضَتْ مثل النسيمِ و دارُنا
بالحبِّ يسمو في السماءِ بناؤها

أحببتُها ، لا غروَ أن أحببتُها
تلكَ التي مَلَكَ الفؤادَ جمالُها

عشرٌ مَضَتْ يا قلبُ لم أشعرْ بها
لامستُ فيها البدرَ ، عانقتُ السُّها